للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمُّ سَلَمة أمُّ المؤمنين (١): هند بنت أبي أميَّة حذيفة -وقيل: سُهَيْل (٢) - بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، القرشية المخزومية.

كانت أولًا تحت ابن عمِّها أبي سلَمة بن عبد الأسد، فمات عنها، فتزوَّجها رسول اللَّه ودخل بها في شوال سنة اثنتين بعد وقعة بدر (٣). وقد كانت سمعتْ من زوجها أبي سَلَمة حديثًا عن رسول اللَّه أنه قال: "ما مِنْ مسلمٍ يُصابُ بمُصِيبةٍ فيقول: إنا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجعُون، اللهمَّ أجُرني في مُصِيبتي، واخلفْ لي خيرًا منها، إلَّا أَبدلَه اللَّهُ خيرًا منها". قالت: فلما مات أبو سلَمة قلت ذلك ثم قلت: ومن هو خيرٌ من أبي سلَمة أول رجلٍ هاجر؟ ثم عزم اللَّه لي فقلتها، فأبدلني اللَّهُ خيرًا منه - رسول اللَّه (٤).

وكانت من حِسَان النساء وعابداتهن.

قال الواقدي: توفيت سنة تسع وخمسين، وصلَّى عليها أبو هريرة. وقال ابن أبي خَيْثمة: توفيت أيام يزيد بن معاوية. قلت: والأحاديث المتقدمة في مقتل الحسين تدلُّ على أنها عاشت إلى ما بعد مقتله، واللَّه أعلم. ورضي اللَّه عنها.

[ثم دخلت سنة اثنتين وستين]

يقال: فيها قدم وفد المدينة النبوية على يزيد بن معاوية، فأكرمهم وأجازهم بجوائز سنيّة، ثم عادوا من عنده بالجوائز فخلعوه وولَّوا عليهم عبد اللَّه بن حنظلة الغَسِيل، فبعث إليهم يزيد جندًا في السنة الآتية [إلى المدينة، فكانت وقعة الحرَّة على ما سنبيِّنه في التي بعدها إن شاء اللَّه تعالى.


(١) طبقات ابن سعد (٨/ ٨٦) تاريخ ابن معين (٧٤٢) نسب قريش (٣٣٧) طبقات خليفة (٣٣٤) مسند أحمد (٦/ ٢٨٨) المعارف (١٣٦) الجرح والتعديل (٩/ ٤٦٤) مستدرك الحاكم (٤/ ١٦) الاستيعاب (٤/ ١٩٢٠) أسد الغابة (٧/ ٣٤٠) تهذيب الكمال (٣٥/ ٣١٧) سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٠١) الكاشف (٣/ ٤٣٦) العبر (١/ ٦٥) مجمع الزوائد (٩/ ٢٤٥) تهذيب التهذيب (١٢/ ٤٥٥) الإصابة (١٣/ ٢٢١) خلاصة الخزرجي (٤٩٦) كنز العمال (١٣/ ٦٩٩) شذرات الذهب (١/ ٢٨٠) أعلام النساء (٥/ ٢٢١).
(٢) في ط وم: "سهل"، وما هنا يعضده ما في طبقات ابن سعد (٨/ ٨٦) وتهذيب الكمال (٣٥/ ٣١٧)، وغيرهما.
(٣) هذا كلام شيخه أبي الحجاج المزي في تهذيب الكمال (٣٥/ ٣١٧)، لكن تعقبه الحافظ ابن حجر في هذا فقال: "إنما تزوجها النبي سنة أربع على الصحيح، ويقال: سنة ثلاث، فإن أبا سلمة بن عبد الأسد شهد أحدًا ورُمي بسهم فعاش خمسة أشهر أو سبعة، وحلت أم سلمة في شوال سنة أربع، وقد نص على ذلك خليفة والواقدي. وقال ابن عبد البر: مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث (تهذيب التهذيب ١٢/ ٤٥٦)، وتعليق الدكتور بشار على تهذيب الكمال.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٢٧ - ٢٨) وابن ماجه (١٥٩٨) في الجنائز: باب ما جاء في الصبر على المصيبة وأخرجه مسلم مختصرًا رقم (٩١٨) (٣).