للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلطان جيش الموحِّدين، يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (١)، يستنجد (٢) به في إِرسال مراكب في البحر تكون عونًا له على المراكب الإِفرنجية (٣) في عبارة طويلة [فصيحة بليغة مليحة] (٤)، حكاها [شهاب الدين] (٥) بطولها وحسنها، وبعث السلطان صلاح الدين [مع ذلك بهديَّة] (٦) سنية من التحف والألطاف، وذلك كله صحبة الأمير الكبير شمس الدين أبي الحزم عبد الرحمن بن منقذ [وكان ابتداء سير] (٧) في البحر في ثامن ذي القعدة من هذه السنة، فدخل على [السلطان يعقوب] (٨) في العشرين من ذي الحجة، فأقام عنده إِلى عاشوراء من المحرم من سنة ثمان وثمانين، ولم يفد ذلك (٩) الإِرسال شيئًا، [لأن السلطان] (١٠) يغضب إِذ لم يلقَّب بأمير المؤمنين، وكانت إِشارة القاضي الفاضل إِلى عدم الإِرسال إِليه، والتعويل عليه، ولكن وقع ما وقع بمشيئة الله تعالى.

[فصل]

[وفي هذه السنة] (١١) حصل [للناصر صلاح] (١٢) الدين سوء مزاج، من كثرة ما يكابده من الأمور التي هي أمر من الأجاج، فطمع العدو المخذول، لعنهم الله، في حوزة الإِسلام، فتجرد جماعة منهم للقتال، وثبت آخرون على الحصار، فاقبلوا في عَدَد كثير وعُدَد، فرتب السلطان الجيوش ميمنة وميسرة (١٣)، وقلبًا وجناحين، [فلما رأوا ما عاينوا من الجيش الكثيف فروا من موقف الحرب وحادوا عن حومة الوغى فقتل منهم خلق كثير وجم غفير ولله الحمد] (١٤).


(١) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٥ من هذا الجزء.
(٢) ب، ط: يستنجده.
(٣) ط: عونًا للمسلمين على المراكب الفرنجية.
(٤) عن ط وحدها.
(٥) ط: أبو شامة.
(٦) ط: الكتاب.
(٧) ط: وسار.
(٨) ط: سلطان المغرب.
(٩) ط: هذا.
(١٠) ط: لأنه.
(١١) ط: وفيها.
(١٢) أ، ب: للسلطان.
(١٣) ط: يمنة ويسرة.
(١٤) ط: فلما رأى العدو الكثيف فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا وجمعًا غفيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>