للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أستاذهم الناصر يوسف بن العزيز محمد بن الظاهر غازي بن الناصر يوسف فاتح بيت المقدس (١)، ومن كان عندهم من ملوك بني أيوب منهم الصالح إِسماعيل بن العادل، وكان أحق الموجودين بالملك، من حيث السن والتعدد والحرمة والرئاسة، ومنهم الناصر داود بن المعظم بن العادل، والأشرف موسى بن المنصور إِبراهيم بن أسد الدين شيركوه، الذي كان صاحب حمص وغيرهم، فجاؤوا إِلى دمشق فحاصروها فملكوها سريعًا، ونُهبت دار ابن يغمور وحُبس في القلعة وتسلّموا ما حولها كبعلبك وبصرى والصلت [وعجلون] وصرخد، وامتنعت (٢) عليهم الكرك والشوبك بالملك المغيث عمر بن العادل بن الكامل، كان قد تغلب عليهما في هذه الفتنة (٣) حين قتل المعظم توران شاه، فطلبه المصريون ليملِّكوه عليهم، فخاف مما حل بابن (٤) عمه، فلم يذهب إِليهم ولما استقرت يد الحلبيين على دمشق وما حولها جلس الناصر في القلعة وطيَّبَ قلوبَ الناس، ثم ركبوا إِلى غزة ليتسلموا الديار المصرية، فبرز إِليهم الجيشُ المصري فاقتتلوا معهم أشدَّ القتال، فكُسر المصريون أولًا بحيث إِنه خُطب للناصر في ذلك بها (٥)، ثم كانت الدائرة على الشاميين فانهزموا وأسروا من أعيانهم خلقًا كثيرًا (٦)، وعدم من الجيش (٧) الصالح إِسماعيل رحمه الله تعالى.

وقد أنشد هنا (٨) الشيخ أبو شامة لبعضهم:

ضيّعَ إِسماعيلُ أموالنا … وخرَّب المغنى بلا معنى

وراحَ من جلِّقَ هذا جزاءُ … من أفقرَ الناسَ وما استغنى

ذكر شيء من ترجمة من الصالح أبي الخيش (٩) إِسماعيل (١٠)

وهو واقف تربة أم الصالح، وقد كان الصالح ملكًا عاقلًا حازمًا تَقَلَّبَتْ (١١) به الأحوال أطوارًا كثيرة، وقد كان الأشرف أوصى له بدمشق من بعده، فملكها شهورًا ثم انتزعها منه أخوه الكامل،


(١) أ، ب: القدس.
(٢) ب: وامتنعت القلعة وتسلموا ما حولها الكوكب والشوبك.
(٣) ب: في هذه السنة.
(٤) ط: بابني.
(٥) أ، ب: اليوم.
(٦) أ، ب: وأسر من أعيان خلق كثير.
(٧) أ، ب: من البين، مهملة الحروف.
(٨) أ، ب: ها هنا.
(٩) في ط: "الجيش" وهو تصحيف.
(١٠) ترجمة - الملك الصالح - في تاريخ الإسلام (١٤/ ٥٩٣) والعبر (٥/ ١٩٨ - ١٩٩) والدارس (١/ ٣١٦) وتنبيه الطالب (٥٠) والشذرات (٧/ ٤١٦) وترويح القلوب (٦١) ومنادمة الأطلال (١١٠ - ١١١).
(١١) ط: تتقلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>