للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أحجزِ الجاني وأمنعْ جَورَه (١) … غداةَ أنادي للفخارِ وأنتمي

فلا نهضت بي همّةٌ عربيةٌ … إلى المجدِ ترقى بي ذرا كلِّ مخدم (٢)

هِبةُ الله بن أحمد بن السِّيْبي (٣) مؤدّب الخليفة المقتدي بأمر الله، سمع الحديث، وتوفي في محرم هذه السنة وقد جاوز الثمانين، وله شعر جيد، فمنه قوله:

رجوتُ الثمانينَ من خالقي … لِما جاءَ فيها عنِ المصطفى

فَبَلَّغَنِيها فشكرًا لَهُ … وزادَ ثلاثًا بها أرْدَفا

وإني (٤) لمنتظرٌ وَعْدَهُ … لينجزَهُ فهو أهلُ الوَفا

ثم دخلت سنة تسع وسبعين وأربعمئة (٥)

وفيها: كانت الوقعة بين تتش صاحب دمشق وبين سليمان بن قتلمش صاحب حلب وأنطاكية وتلك الناحية، فانهزم أصحاب سليمان، وقتل هو نفسه بخنجر كانت معه، فسار السلطان ملك شاه من أصبهان إلى حلب فملكها، وملك ما بين ذلك من البلاد التي مرّ بها، هي حزان، والرُّها، وقلعة جعبر، وكان جعبر شيخًا كبيرًا قد عمي، وله ولدان، وكان قطاع الطريق يلجؤون إليها فيتحصّنون بها، [فراسل السلطان سابق بن جعبر في تسليمها، فامتنع عليه، فنصب عليه المجانيق والعرّادات ففتحها، وأمر بقتل سابق، فقالت زوجته: لا تقتله حتى تقتلني معه، فألفاه من رأسها فتكسر، ثمّ أمر بتوسيطه بعد ذلك] (٦). فألقت زوجته نفسها وراءه فسَلِمت، فلامها بعض الناس في ذلك، فقالت: كرهت أن يصل إليّ التركي، فيبقى ذلك عارًا عليّ، فاستحسن منها ذلك. واستناب السلطان على حلب قسيم الدولة آقسنقر التركي، وهو جد نور الدين الشهيد، واستناب على الرحبة، وحرّان، والرقّة، وسروج، والخابور محمد بن شرف الدولة مسلم، وزوجه بأخته زليخا خاتون، وعزل فخر الدولة بن جَهير عن ديار


(١) في (ب) والكامل: ولم أجر الجاني وأمنع حوزه.
(٢) في (ب) و (ط): محرم.
(٣) الإكمال (٤/ ٥١٤)، الأنساب (٧/ ٢١٦)، المنتظم (٩/ ٢٥)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٤٦)، توضيح المشتبه (٥/ ٢٣).
والسِّيبي بكسر المهملة، وسكون المثناة تحت، تليها موحدة. نسبة إلى بلد السِّيب، وهو على الفرات بقرب الحلّة.
(٤) في المنتظم: وها أنا.
(٥) في (ب) تصحيح للعنوان السابق وهو سنة إحدى وسبعين. وهذا الخطا في العنوان بدأ من أول هذا الجزء مع مسايرة الأحداث والتراجم لنسخة (أ) و (ط).
(٦) زيادة من (ب) و (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>