للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحْسَبُه قال: وسورة هود، وكذا رواه الترمذي عن عباس العنبري عن عبد الرزاق، به.

ورواه أحمد، عن إبراهيم بن خالد، عن عبد اللَّه بن بحير، عن عبد الرحمن بن يزيد، من أهل صنعاء، وكان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن مُنَبِّه، عن ابن عمر. . . فذكر نحوه (١).

وفي الحديث الآخر: "شَيَّبَتْني هُودٌ وَأَخَوَاتُها" (٢).

والآيات في هذا كثيرة جدًا في أكثر سور القرآن العظيم، وقد ذكرنا في كتابنا "التفسير". ما يتعلق بكُلِّ آيةٍ مِنْ هَذِه الآيات الدّالّةِ على صِفَةِ يَوْمِ القِيَامَةِ مِنَ الأَحادِيثِ والآثارِ المُفَسِّرةِ لِذَلك.

ذكر الأحاديث والآثار الدَّالَّة على أهوال يوم القيامة وما يكون في ذلك اليوم من الأمور الكبار والشدائد وما فيه من المغفرة والرحمة والرضوان والجِنان والنِّيران

قال الإمام أحمد: حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء، حدّثنا نافع أبو غالب الباهليّ، حدّثني أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه : "يُبعثُ الناسُ يوْمَ القيامة والسماء تَطُشُّ عليهم". تفرّد به أحمد، وإسناده لا بأس به (٣).

وفي معنى قوله : "تَطِشُّ عليهم" احتمالان: أحدهما أن يكون ذلك من المطر، أي: تمطر عليهم، كما يقال: أصابهم طَشٌّ من مَطَر، وهو الخفيف منه، والثاني: أن يكون ذلك من شدّة الحرّ، وهو الأقرب، واللَّه أعلم، وقد قال اللَّه تعالى: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)[المطففين: ٤ - ٦]، وقد ثبت في "الصحيح" "أنهم يقومون في الرشح، أي في العَرَق إلى أنصاف آذانهم" (٤). وفي الحديث الآخر أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم، كما تقدم، وفي حديث الشفاعة كما سيأتي: أن الشمس تُدْنَى من العباد يوم القيامة، فتكون منهم على مسافة ميل، فعند ذلك يَعْرَقُونَ بحسب أعمالهم.

وقال الإمام أحمد: حدّثنا قُتَيْبةُ، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه قال: "إنّ العَرَقَ يَوْمَ القيامة لَيَذْهبُ في الأرض سبعين باعًا، وإنّه لَيبْلغ


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٧) و (٣٧) والترمذي رقم (٣٣٣٣) وهو حديث حسن.
(٢) رواه بهذا اللفظ الطبراني (١٧/ ٧٩٠) من حديث عقبة بن عامر، ورواه الترمذي في "الشمائل" (٤٢) والبغوي في "شرح السنة" رقم (٤١٧٦) من حديث أبي جحيفة وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده، ورواه الترمذي رقم (٣٢٩٧) بلفظ: "شيبتني هود، والواقعة، والمسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كُوِّرت" والبغوي في "شرح السنة" رقم (٤١٧٥) من حديث ابن عباس، وهو حديث صحيح.
(٣) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٦٦ - ٢٦٧) وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
(٤) رواه البخاري رقم (٦٥٣١) من حديث ابن عمر .

<<  <  ج: ص:  >  >>