للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوجد من الرسالة نسخة مخطوطة بمعهد المخطوطات، في جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وذكرها حاجي خليفة في "كشف الظنون" وقال: "رسالة لعماد الدين إسماعيل بن عمر، المعروف بابن كثير، كتبها للأمير منجك لما حاصرَ الفرنج قلعة إياس" (١).

وكان الفرنج قد هاجموا ثغر الإسكندرية، وانتقلت عصائبهم منها إلى طرابلس لترويعها مع أهلها الآمنين بالقتل والأسر والتشريد.

وتمثل وثيقةً تاريخية وعلمية في فضل عبادة الجهاد ووجوبها، وارتباطها الوثيق بصيانة مجد الأمة وعزتها، والدفاع عن حياضها، كلما استباح حرماتها معتد أثيم، أو طامع لئيم.

وهي مختصر من كتاب أشمل، كما ذكر المؤلف "وقد كنت جمعت في ذلك مجلدًا بسيطًا، فاختصرت منه وسطًا وسيطًا" (٢).

٨ - جامع المسانيد والسُّنَن الهادي لأقوي سَنَن:

وهو أكبر كتب الحافظ ابن كثير في الحديث النبوي، وأكثرها نفعًا، وآخرها تأليفًا في حياته، ولنسمع العلماء الكبار قدماء ومعاصرين ممن يتكلم على هذا الكتاب العظيم:

قال ابن حجر في "إنباء الغمر بأنباء العمر" (١/ ٤٧): "ولما رتب الحافظ شمس الدين بن المحب -المعروف بالصامت المتوفى سنة ٧٨٩ هـ- مسند أحمد على ترتيب حروف المعجم -حتى في التابعين المكثرين عن الصحابة- أعجب ابن كثير، فاستحسنه. ورأيت النسخة بدمشق بخط ولده "عمر" فألحق ابن كثير ما استحسنه في الهوامش من الكتب الستة، ومسندي أبي يعلى والبزار، ومعجمي الطبراني، ما ليس في المسند، وسمَّى الكتاب "جامع المسانيد والسنن" وكُتبت منه عدة نسخ نُسبت إليه. . وهو الآن في أوقاف "المدرسة المحمودية" المتن ترتيب ابن المحب، والإلحاقات بخط ابن كثير في الهوامش والعصافير (الجذاذات) (٣) وقد كنت رأيت منه نسخة بيضها عمر بن العماد بن كثير مما في المتن والإلحاق، وكتب عليه الاسم المذكور".

وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (٨/ ٣٩٨): "من مصنفاته كتاب في جمع المسانيد العشرة".


(١) كشف الظنون (١/ ١٠).
(٢) الاجتهاد في طلب الجهاد (ص: ٥).
(٣) العصافير: الجذاذات، لأنها إذا وقعت من الكتاب تطير كالعصافير؛ وفي أساس البلاغة: الوريقات التي تعلق عليها الفوائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>