للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصر، عن عبد اللَّه بن المُبَارَك، عن محمد بن عَجْلان، به، وقال الترمذيّ: حسن (١).

وقال الحافظ أبو بكر البزّار: حدّثنا محمد بن عُثْمان العُقَيْليّ، حدّثنا محمد بن راشد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه : "يُحْشَرُ الْمُتكَبِّرُونَ في صُور الذَّرّ، يوْمَ القيامَةِ" ثم قال: تفرّد به محمد بن عثمان، عن شيخه (٢).

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "أهوال القيامة": حدّثنا عبدُ اللَّه بن عمر الجُشَمِيُّ، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، أبنا قَتَادةُ، عن الحسن، عن عمران بن الحُصَيْن: أنّ رسول اللَّه كان في بعض أسفاره، وقد تفاوت (٣) بين أصحابه السيرُ، فرفع بهاتين الآيتين صوته: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)[الحج] فلما سمع ذلك أصحابُه حَثُّوا (٤) المَطيَّ، وعلموا أنّه عند قولٍ يقولُه، فلمّا تَأشَّبُوا (٥) حَوْلَه، قال: "أتدرُونَ أيَّ يوْمٍ ذاك؟ يومَ يُنادَى آدم، يُنَاديهِ رَبُّه، يقولُ: يا آدمُ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّار، قال: يا رَبِّ، ومَا بَعْثُ النَّارِ؟ قال: منْ كلِّ ألف تِسْعُمئةٍ وتِسْعةٌ وتِسْعُونَ إلى النار، وواحدٌ إلى الجَنَّة" قال: فأُبلس (٦) أصحابه، حتى ما أوضحُوا بِضَاحِكةٍ، فلما رأى ذلك قال: "اعملوا، وأبشروا، فوَالذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه إنَّكم لَمَع خَلِيقَتَيْن ما كانتَا مع شيء إلّا كَثَّرَتاهُ: يأجُوجَ ومأجوجَ، ومن هلَك من بني آدم، ومنْ بَني إبليس" قال: فَسُرِّي عنهم، ثم قال: "اعملوا، وأبشروا، فوالذي نفسُ محمد بيده ما أنْتُم في الناس إلّا كالشامَةِ في جَنْبِ البَعير، أو كالرَّقْمَةِ في ذراع الدَّابة" وقد رواه الترمذيّ والنسائيّ جميعًا، عن محمد بن بَشّار (بُنْدار)، عن يحيى بن سعيد القطّان، به، وقال الترمذي: هذا حسن صحيح (٧).

[فصل]

فإذا قام الناس من قبورهم وجدوا الأرض غير صِفَةِ الأرض التي كانوا فيها وفارقوها، قد دُكَّتْ جبالُها، وزالت تِلالُها، وتغيّرتْ أحوالها، وانقطعت أنْهارها، وبادتْ أشجارُها ومساكنها ومدنها


(١) رواه أحمد في المسند (٢/ ١٧٩) والترمذي رقم (٢٤٩٢) وهو حديث حسن.
(٢) رواه البزار (٣٤٣٠ - كشف الأستار) وهو حديث حسن.
(٣) في الأصل: تقارب.
(٤) حثوا المطي، حملوها على الإسراع في السير.
(٥) أي تجمعوا واختلطوا.
(٦) أي: أسكتوا، والمُبْلس: الساكت من الحزن أو الخوف، والإبلاس: الحيرة.
(٧) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٢٢) والترمذي (٣١٦٩) والنسائي في "الكبرى" (١١٣٤٠) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>