للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها غزا يمين الدولة محمود بن سُبُكْتكين بلاد الهند، فافتتح مدنًا كبارًا، وأخذ أموالًا جزيلة، وأسر بعض ملوكهم وهو ملك كراشي حين هرب منه لما افتتحها، وكسر أصنامها، فألبسه منطقةً وشدَّها على وسطه بعد تَمَنُّعٍ شديد، وقطع خِنْصره ثم أطلقه إهانةً له، وإظهارًا لعظمة الإسلام وأهله (١).

وفيها كانت الخطبة بالحرمين للحاكم العبيدي، وتجدَّد في حال الخطبة أنه إذا ذكر الخطيبُ الحاكمَ يقوم الناس كلُّهم [إجلالًا له] (٢)، وكذلك [فعلوا] (٢) بديار مصر مع زيادة السُّجود [له] (٢)، فكانوا يسجدون عند ذكره؛ منْ هو في الصَّلاة ومن هو في الأسواق يسجدون لسجودهم، لعنهم اللَّه.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أبو سَعْد [الإسماعيلي] (٣): إسماعيل بن أحمد بن (٤)، إبراهيم بن إسماعيل، الجُرْجاني، المعروف بالإسماعيلي.

ورد بغداد والدَّارَقُطْني حيٌّ، فحدَّث عن أبيه أبي بكر الإسماعيلي (٥) والأصَمّ وابن عدي، وحدَّث عنه الخلال والتنوخي؛ وكان ثِقَةً فاضلًا فقيهًا، على مذهب الشَّافعي، عارفًا بالعربية، سخيًا جوادًا على أهل العِلْم، وله ورع ورياسة إلى اليوم في بلده في أولاده.

قال الخطيب البغدادي: سمعت الشيخ أبا الطيب الطبري يقول: ورد أبو سعد الإسماعيلي بغداد، فعقد له الفقهاء مجلسين تولى أحدهما الشيخ أبو حامد الإسفراييني، وتولى الثاني أبو محمد البافي، فبعث البافي إلى القاضي المعافى بن زكريا الجَريري يستدعيه إلى حضور المجلس ليتجمَّل بحضوره، وكانت الرِّسالة مع ولده أبي الفضل، وكتب فيها هذين البيتين:

إذا أكرمَ القاضي الجليلُ وَليَّهُ … وصاحبَهُ ألفاهُ للشُّكْرِ مَوْضِعا

ولي حاجةٌ يأتي بُنَيِّي بِذِكْرِها … ويسألُه فيها التَّطُولَ أجْمعا

فأجابه الجَرِيْري مع ولد الشيخ:


(١) انظر الكامل لابن الأثير (٩/ ١٨٦ - ١٨٧) على خلافٍ في سياق الخبر.
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) ما بين حاصرتين من (ب) و (ط)، وفي (ط) أبو سعيد، وهو تصحيف. ومظان ترجمة أبي سعد في تاريخ جرجان (١٠٦ - ١٠٩) تاريخ بغداد (٦/ ٣٠٩ - ٣١٠) طبقات الفقهاء للشيرازي (١٠٠) المنتظم (٧/ ٢٣١) تبيين كذب المفتري (٢٠٧ - ٢١١) سير أعلام النبلاء (١٧ - ٨٧ - ٨٨) العبر (٣/ ٦٠) مرآة الجنان (٢/ ٤٤٨) طبقات الشافعية للإسنوي (١/ ٥١ - ٥٢) شذرات الذهب (٣/ ١٤٧).
(٤) اسمه واسم أبيه ساقط من (ط).
(٥) سلفت ترجمته في وفيات سنة (٣٧١ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>