للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها توفي:

شَريك بن عبد اللَّه (١): القاضي الكوفي النَّخَعي، سمع أبا إسحاقٍ السَّبيعي، وغيرَ واحد. وكان مَشْكورًا في حُكْمه، وتنفيذِ الأحكام. وكان لا يجلسُ للحُكْم حتى يتغدَّى، ثم يُخرجُ ورقةً من قِمَطْرِه (٢)، فينظرُ فيها، ثم يأمرُ بتقديم الخُصوم إليه، فحرَصَ بعضُ أصحابِهِ على قراءةِ ما في تلك الورقة، فإذا فيها: شَريكُ بن عبدِ اللَّه اذكُرِ الصِّراطَ وحِدَّتَه، يا شريكُ بنَ عبدِ اللَّه، اذكُرِ الموقفَ بين يدي اللَّه ﷿.

كانت وفاتُهُ يوم السبت مستهل ذي القَعْدَة منها.

وفيها تُوفي:

عبدُ الواحد بن زيد.

ومحمد بن مسلم.

وموسى بن أعْيَن.

[ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومئة]

فيها وثبَت طائفةٌ من الحَوفية، من قيسٍ وقُضاعة على عامِلِ مصر إسحاقَ بنِ سليمان، فقاتلوه، وجرَتْ فتنةٌ عظيمة، فبعثَ الرشيدُ هَرْثَمةَ بن أعيَن، نائبَ فِلَسْطين، في خَلْقٍ من الأمراء، مددًا لإسحاق، فقاتلوهم حتى أذْعَنوا بالطاعة، وأدَّوْا ما عليهم من الخراجِ والوظائفِ؛ واستمرَّ هَرْثَمهُ نائبًا على مصر نحوًا من شهر، عِوضًا عن إسحاقَ بنِ سليمان؛ ثم عزَلَهُ الرشيدُ عنها، وولَى عليها عبدَ الملك بن صالح.

وفيها وثبَتْ طائفةٌ من أهل إفريقيَةَ، فقتلوا الفضلَ بن رَوْح بن حاتم، وأخرجوا منْ كان بها من آلِ المُهلَّب، فبعث إليهم الرشيدُ هَرثَمة، فرجعوا إلى الطاعةِ على يديه.


(١) ترجمته في التاريخ الكبير (٤/ ٢٣٧)، معرفة الثقات (١/ ٤٥٣)، ذكر أسماء التابعين للدارقطني (٢/ ١١٣)، الضعفاء للعقيلي (٢/ ١٩٣)، الجرح والتعديل (٤/ ٣٦٥)، مشاهير علماء الأمصار (١٧٠)، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (٤/ ٦)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (٢/ ٣٩)، تهذيب الكمال (١٢/ ٤٦٢)، الكنى في سرد الكنى (١/ ٣٥٦)، تذكرة الحفاظ (١/ ٢٣٢)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٢٠٠)، ميزان الاعتدال (٣/ ٣٧٢)، التبيين لأسماء المدلسين للطرابلسي (١١١)، تحفة التحصيل (١٤٧)، طبقات المدلسين لابن حجر (٣٣)، الكواكب النيرات (٤٧).
(٢) في (ق): "من خفه". والقِمَطْر، ما يُصان به الكتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>