للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهر، فاجتاز بحماة واستصحب ملكها المنصور، ثم سار إلى حلب فخيم بالميدان الأخضر بها، وكان سبب ذلك أن عساكر التتار جمعوا نحوًا من عشرة آلاف فارس وبعثوا طائفة منهم فأغاروا على عين تاب (١)، ووصلوا إلى قَسْطُون (٢) ووقعوا على طائفة من التركمان بين حارم وأنطاكية فاستأصلوهم فلما سمع التتار بوصول السلطان ومعه العساكر المنصورة ارتدوا على أعقابهم راجعين (٣)، وكان بلغه أن الفرنج أغاروا على بلاد قاقون (٤) ونهبوا طائفة من التركمان، فقبض (٥) على الأمراء الذين هناك حيث لم يهتموا بحفظ البلاد وعادوا إلى الديار المصرية.

وفي ثالث شعبان أمسك (٦) السلطان قاضي الحنابلة بمصر شمس الدين أحمد بن العماد المقدسي، وأخذ ما عنده من الودائع فأخذ زكاتها ورد بعضها إلى أربابها، واعتقله إلى شعبان من سنة ثنتين وسبعين، وكان الذي وشى به رجل من أهل حران يقال له شبيب، ثم تبين للسلطان نزاهة القاضي وبراءته فأعاده إلى منصبه في سنة ثنتين وسبعين، وجاء السلطان في شعبان إلى أراضي عكا فأغار عليها فسأله صاحبها المهادنة فأجابه إلى ذلك فهادنه عشر (٧) سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام وعشر (٨) ساعات، وعاد إلى دمشق فقُرئ بدار السعادة كتابُ الصلح، واستمرّ الحال على ذلك ثم عاد السلطان إلى بلاد الإسماعيلية فأخذ عامتها.

قال قطب الدين (٩): وفي جمادى الآخرة وُلدت زرافةٌ بقلعة الجبل، وأُرضعت من بقرة. قال: وهذا شيء لم يُعْهد مثله.

[وفيها توفي]

الشيخ كمال الدين (١٠) سَلَّار (١١) بن حسن بن عمر بن سعيد الإربلي الشافعي.


(١) عين تاب: قلعة حصينة بين حلب وأنطاكية وهي الآن من أعمال حلب. معجم البلدان (٤/ ١٧٦).
(٢) أ: بسطون، ط: نسطون، وقسطون: حصن كان بالروج من أعمال حلب. معجم البلدان (٤/ ٣٤٨).
(٣) أ: ورجعوا على أعقابهم.
(٤) في ذيل المرآة: قافون. وقاقون: حصن بفلسطين قرب الرملة. وقيل هو من عمل قيسارية من ساحل الشام. معجم البلدان (٤/ ٢٩٩).
(٥) أ، ب: وقبض.
(٦) أ: مسك.
(٧) عشرة سنين؛ خطأ.
(٨) ط: عشرة ساعات؛ خطأ.
(٩) ذيل المرآة (٢/ ٤٦٩).
(١٠) ترجمة - سلار - في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٧٩) وتاريخ الإسلام (١٥ - ١٨٢) والإعلام بوفيات الأعلام (٢٧٩) والعبر (٥/ ٢٩٣) والإشارة (٣٦٤) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٣٧) وشذرات الذهب (٧/ ٥٧٨).
(١١) أ: رسلان؛ تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>