للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

، فقال: الحمدُ لله الذي أبقاني حتى صَدَّقْتُ بك. فقال رسولُ الله : "إن هذه القلوبَ بيدِ اللهِ ﷿" ومَسَحَ رسولُ الله وجهَ خُزَيْمةَ بن سَواءٍ فصارَتْ [له] (١) غرة بيضاء، وأجازهم كما يجيز الوفد، وانصرفوا إلى بلادهم.

[وفد بني كلاب]

ذكر الواقدي (٢) أنَّهم قدموا سنةَ تسعٍ، وهم ثلاثةَ عشرَ رجلًا، منهم؛ لبيد بن ربيعة الشاعر، وجَبَّار بن سُلمى (٣)، وكان بينه وبين كعب بن مالك خُلَّة، فرحَّب به، وأكرمه، وأهدى إليه، وجاؤوا معه إلى رسول الله ، فسلَّموا عليه بسلام الإسلام، وذَكَروا له أن الضَّحاكَ بن سُفْيان الكِلابي سار فيهم بكتاب الله وسُنَّةِ رسولهِ التي أمره اللهُ بها، ودعاهم إلى الله، فاستجابوا له، وأخذ صدقاتِهم من أغنيائهم فصرفها (٤) على فقرائهم.

وَفْدُ بني رُؤاسِ بنِ (٥) كِلاب

ثم ذكر الواقدي (٦) أنَّ رجلًا يُقالُ له: عمرو بن مالك بن قيس بن بُجَيْد بن رُؤاس بن كلاب بن رَبيعةَ بن عامرِ بن صَعْصَعَة، قدم على رسول الله ، فأسلم، ثم رجعَ إلى قومه فدعاهم إلى الله، فقالوا: حتى نُصيبَ من بني عُقَيْل مثلَ ما أصابوا منّا، فذكَر مقتلةً كانت بينهم، وأن عمرو بن مالكٍ، هذا قتلَ رجلًا من بني عُقَيْلٍ، قال: فشدَدْتُ يَدي في غُلٍّ، وأتيتُ رسولَ الله وبلغَه ما صنعتُ، فقال: لئن أتاني لأضرب ما فوق الغُلِّ من يده، فلما جئتُ سلَّمتُ، فلم يرُدَّ عليَّ السّلامَ وأعْرضَ، فأتيتُه عن يمينه فأعرضَ عني، فأتيته عن يسارِهِ فأعرضَ عنّي، فأتيتُه من قبل وَجْهه، فقلتُ: يا رسولَ الله، إن الربّ ﷿ لَيُتَرَضَّى (٧) فَيَرْضَى، فَارْضَ عنِّي رَضِيَ اللهُ عَنْكَ، قال: "قد رَضِيتُ [عنك] (٨) ".


(١) الزيادة من طبقات ابن سعد.
(٢) طبقات ابن سعد (١/ ٣٠٠).
(٣) أسد الغابة (١/ ٢٦٤)، والاستيعاب (٢٢٩)، والإصابة (١/ ٤٤٨).
(٤) ط: (فصرفوا).
(٥) ط: (من).
(٦) انظر طبقات ابن سعد (١/ ٣٠٠) والإصابة (٣/ ١٣) وفيه رواية مفصلة للخبر وتخريجاته.
(٧) ط: (ليرتضى).
(٨) الزيادة من طبقات ابن سعد.