للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحتفِظْ بالغلام، فنهض هشام بن عمرو إلى ذلك الملك، فقاتلَهُ فغلبَهُ وقَهرَهُ على بلادِهِ وأموالِه وحواصله، وبعث بالفتحِ والأخماس وبذلك الغلام والملك إلى المنصور؛ ففرح المنصورُ بذلك، وبعث الغلامَ إلى المدينة، وكتب المنصورُ إلى نائبِها يُعلمهُ بصحةِ نسَبِه.

وفي هذه السنة قدم المهديُّ بن المنصور على أبيه من خُراسان فتلقَّاهُ أبوهُ والأمراء والأكابر إلى أثناء الطريق، وقدم بعدَ ذلك نُوَّابُ الشامِ وغيرِها للسلام عليه وتهنئتِهِ بالسلامةِ والنَّصْر، وحملَ إليه من الهدايا ما لا يُحَدُّ ولا يُوصفُ.

بناء الرُّصَافَة

قال ابنُ جرير (١): وفي هذه السنةِ شرع المنصورُ في بناء الرُّصافة لابنِهِ المهديّ بعدَ مَقْدَمِهِ من خُراسان؛ وهي في الجانب الشرقي من بغداد، وجعل لها سُورًا وخندقًا، وعَمِلَ عندها ميدانًا وبستانًا، وأجرى إليها الماء من نَهرِ المهدي.

قال ابن جرير (٢): وفيها جدد المنصورُ البيعةَ لنفسِهِ ثم لولدِهِ المهديِّ من بعدِه، ولعيسى بنِ موسى من بعدِهما؛ وجاء الأمراءُ والخواصُّ فبايعوا، وجعلوا يُقبِّلون يدَ المنصورِ ويَدَ ابنِه، ويلمسُونَ يدَ المنصورِ ويَدَ ابنِه، ويلمَسُونَ يدَ عيسى بنِ موسى ويشيرون إليها ولا يُقبِّلُونَها.

قال الواقدي (٣): وولَّى المنصور مَعْنَ بنَ زائدة سِجسْتان.

وحجَّ بالناسِ فيها محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي، وهو نائبُ مكة والطائف؛ وعلى المدينة الحسن بن زيد، وعلى الكوفة محمدُ بن سليمان، وعلى البصرةِ جابرُ بن زيد الكِلابي، وعلى مصر يزيد بن حاتم، ونائبُ خُراسان حُميد بن قَحْطَبة، ونائبُ سِجِسْتانَ مَعْنُ بن زائدة. وغزا الصائفةَ فيها عبدُ الوهاب بن إبراهيم بن محمد.

وفيها تُوفي:

حنظلةُ بن أبي سفيان،

وعبدُ اللّه بن عَوْن.


(١) هو الطبري في تاريخه (٤/ ٥٠٠).
(٢) في تاريخه تاريخ الطبري (٤/ ٥٠١).
(٣) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>