للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدم بغداد واشتغل بالنظامية وأعاد بها، وكانت له معرفة بالقراءات، وصنّف كتابًا في مخارج الحروف، وأسند الحديث وله شعر لطيف.

أبو بكر بن حلبة الموازيني البغدادي كان فردًا في علم الهندسة وصناعة الموازين يخترع أشياء عجيبة، من ذلك أنه ثقب حبة خشخاش سبعة ثقوب وجعل في كل ثقب شعرة، وكان له حظوة عند الدولة.

أحمد بن جعفر بن أحمد (١) بن محمد أبو العباس الدُّبَيْثي (٢) البَيِّع الواسطي.

شيخ أديب فاضل له نظم ونثر، عارف بالأخبار والسير، وعنده كتب جيدة كثيرة، وله شرح قصيدة لأبي العلاء المعري في ثلاث مجلدات، وقد أورد له ابن الساعي شعرًا حسنًا فصيحًا حلوًا لذيذًا في السمع لطيفًا في القلب.

[ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين وستمئة]

فيها: عاثت الخوارزميةُ حين قدموا مع جلال الدين بن خوارزم شاه من بلاد الهند مقهورين من التتار إِلى بلاد خوزستان ونواحي العراق، فأفسدوا فيه وحاصروا مدنه ونهبوا قراه (٣).

وفيها: استحوذ جلال الدين بن خوارزم شاه على بلاد أذربيجان وكثيرًا من بلاد الكرج، وكسر الكرج وهم في سبعين ألف مقاتل، فقتل منهم عشرين ألفًا من المقاتلة، واستفحل أمره جدًّا وعظم شأنه، وفتح تفليس فقتل منها ثلاثين ألفًا. وزعم (٤) أبو شامة أنه قتل من الكرج سبعين ألفًا في المعركة، وقتل من تفليس تمام المئة ألف، وقد (٥) اشتغل بهذه الغزوة عن قصد بغداد، وذلك أنه لما حاصر دقوقا سبه أهلها ففتحها قسرًا (٦) وقتل من أهلها خلقًا كثيرًا، وخرب سورها وعزم على قصد الخليفة ببغداد لأنه فيما زعم عمل على أبيه حتى هلك، واستولت التتر (٧) على البلاد، وكتب إِلى المعظم بن العادل يستدعيه لقتال الخليفة ويحرضه على ذلك، فامتنع المعظم من ذلك، ولما علم الخليفة بقصد جلال الدين بن خوارزم


(١) ترجمة - الدبيثي - في تكملة المنذري (٣/ ١٢٠) وفوات الوفيات (١/ ٣٤) ولسان الميزان (١/ ١٤٤).
(٢) أ، ب: الزينبي، وط: الدبيبي. وكلاهما تحريف وما هنا عن مصادره. وقال المنذري: وهو منسوب إِلى دُبَيْثى: قرية من نواحي واسط، وهي بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها ثاء مثلثة مفتوحة وألف مقصورة.
(٣) أ، ب: ونهبوا قراياه.
(٤) ذيل الروضتين (١٤٤).
(٥) عن ط وحدها.
(٦) أ: قهرًا.
(٧) ب: التتار.

<<  <  ج: ص:  >  >>