للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ تاج الدين الفزاري [بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين. ثم جلس الشيخ تقي الدين المذكور أيضًا] (١) يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الأموي [بعد صلاة الجمعة على منبر قد هُيِّئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره، وكان يجتمع عنده الخلق الكثير والجم الغفير] (٢) من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعة المحررة مع الديانة والزهادة والعبادة سارت بذكره الركبان في سائر الأقاليم والبلدان، واستمر على ذلك مدة سنين متطاولة.

وفيها: قدم السلطان إلى دمشق من مصر (٣) يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة، فجاء صاحب حماة الملك المنصور إلى خدمته (٤) فتلقاه السلطان في موكبه وأكرمه، فلما كان ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان وقع مطر عظيم بدمشق، ورعد وبرق، وجاء سيل عظيم (٥) جدًّا حتى كسر أقفال باب الفراديس، وارتفع الماء ارتفاعًا كثيرًا، بحيث أغرق خلقًا كثيرًا، وأخذ جِمال (٦) الجيش المصري وأثقالهم، فخرج السلطان إلى الديار المصرية بعد ثلاثة أيام.

وتولى شد (٧) الدواوين الأمير شمس الدين سُنْقُر عوضًا عن الدُّوَيْداري علم الدين سَنْجَر.

تمليك أرغون بن أبغا على التتار (٨)

وفيها (٩): اختلفت التتار فيما بينهم على ملكهم السلطان أحمد فعزلوه عنهم وقتلوه، وملكوا عليهم السلطان أرغون بن أبغا (١٠)، ونادوا بذلك في جيشهم، وتأطدت أحوالهم (١١)، ومشت أمورهم على ذلك، وبادت دولة السلطان أحمد. وقامت دولة أرغون بن أبغا.


(١) ب: بخطه من كثرة ما استحسنه وشكره الحاضرون على حداثة سنه وجلس الشيخ تقي الدين أيضًا.
(٢) ب: بعد الصلاة على منبر هيئ له لتفسير القرآن فابتدأ من أوله فكان يجتمع عنده الخلق الكثير والجمع الغفير.
(٣) ب: متطاولة على هذا المنوال قدم السلطان الملك المنصور إلى دمشق من الديار المصرية.
(٤) ب: فخرج السلطان.
(٥) ب: بدمشق ورعدت وبرقت وجاء السيل عظيمًا جدًّا.
(٦) ب: كثيرًا ولاسيما من جمال.
(٧) أط: مشد الدواوين، وتقدم شرح اللفظة.
(٨) العنوان عن ب وحدها.
(٩) ب: وفى هذه السنة.
(١٠) في ب: أبغا على التتار، وسترد ترجمة أرغون بن أبغا في وفيات سنة ٦٩٠ من هذا المجلد إن شاء الله.
(١١) ب: الأحوال.

<<  <  ج: ص:  >  >>