للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنس أنه كان يقول: قارب السبعين يوم أحدٍ، ويوم بئر معونة، ويوم مؤتة، ويوم اليمامة.

وقال مالكٌ (١)، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب: قتل من الأنصار يوم أحدٍ سبعون، ويوم اليمامة سبعون، ويوم جسر أبي عبيدٍ سبعون. وهكذا قال عكرمة، وعروة، والزهريّ، ومحمد بن إسحاق، في قتلى أحدٍ. ويشهد له قوله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾ [آل عمران: ١٦٥] يعني أنهم قتلوا يوم بدرٍ سبعين وأسروا سبعين.

وعن ابن إسحاق (٢): قتل من الأنصار يوم أحدٍ خمسةٌ وستون، أربعةٌ من المهاجرين؛ حمزة، وعبد اللَّه بن جحشٍ، ومصعب بن عميرٍ، وشمّاس بن عثمان، والباقون من الأنصار، وسرد أسماءّهم على قبائلهم، وقد استدرك عليه ابن هشامٍ زيادةً على ذلك خمسةً آخرين، فصاروا سبعين على قول ابن هشامٍ، وسرد ابن إسحاق أسماء الذين قتلوا من المشركين، وهم اثنان وعشرون رجلًا.

وعن عروة: كان الشهداء يوم أحدٍ أربعةً -أو قال: سبعةً- وأربعين.

وقال موسى بن عقبة: تسعةٌ وأربعون.

قال موسى: وقتل من المشركين يومئذٍ ستة عشر رجلًا. وقال عروة: تسعة عشر. وقال ابن إسحاق: اثنان وعشرون.

وقال الرّبيعُ (٣)، عن الشافعيّ: ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزّة الجمحيِّ، وقد كان في الأسارى يوم بدرٍ، فمنّ عليه رسول اللَّه بلا فديةٍ، واشترط عليه ألَّا يقاتله، فلمّا أسر يوم أحدٍ قال: يا محمد، امنن عليّ لبناتي، وأعاهد أن لا أقاتلك. فقال له رسول اللَّه : "لا أدعك تمسح عارضيك بمكَّة، وتقول: خدعت محمدًا مرتين". ثم أمر به فضربت عنقه. وذكر بعضهم أنه يومئذٍ قال رسول اللَّه : "لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين".

[فصل]

قال ابن إسحاق (٤): ثم انصرف رسول اللَّه إلى المدينة فلقيتْه حمنةُ بنت جحشٍ، كما ذكر لي، فلما لقيت الناسَ ونعي إليها أخوها عبد اللَّه بن جحشٍ، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها زوجها مصعب بن عميرٍ، فصاحت


(١) انظر "دلائل النبوة" (٣/ ٢٨٧).
(٢) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ١٢٦).
(٣) انظر "دلائل النبوة" للبيهقي (٣/ ٢٨٠).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٩٨).