للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلْبيري (١)، وقاضيه شهاب الدين ابن المجد عبد اللَّه مدرس الإقبالية (٢)، ثم تولى قضاء القضاة كما سيأتي.

وممَّن حج في هذه السنة رضي الدّين بن المنطيقي، والشمس الأردبيلي شيخ الجَّاروخيّة، وصفي الدين بن الحريري، وشمس الدين ابن خطيب يَبْرُود (٣)، والشيخ محمد النَّيرباني وغيرهم، فلمَّا قَضَوْا مناسكهم رجعوا إلى مكَّة لطواف الوداع، فبينما هم في سماع الخُطبة إذ سمعوا جلبة الخيل من بني حَسَن وعبيدهم، قد حَطَمُوا على النَّاس في المسجد الحرام، فثار إلى قتالهم الأَتراك فاقتتلوا، فقتل أمير من الطبلخانات بمصر، يقال له: سيف الدين أَيْدَمُر أمير جمدار وابنه خليل ومملوكه (٤) وأمير عَشَرةِ يقال له ابن التاجي (٥)، وجماعةٌ من الرجال والنِّساء ونُهبت أموالٌ كثيرة، ووقعت خبطة عظيمة في المسجد، وتهارَبَ النَّاسُ إلى منازلهم بأَبْيَار الزَّاهر، وما كادوا يصِلُون إليها وما أُكملت الجمعة إلا بعد جهد، فإنا للَّه وإنّا إليه راجعون.

واجتمعت الأمراء كلُّهم على الرَّجعة إلى مكَّة للأخذ بالثَّأر منهم، ثم كرُّوا راجعين وتبعهم العبيد حتى وصلوا إلى مخيَّم الحجيج، وكادوا ينهبون الناس عامة جَهْرةً، وصار أهل البيت في آخر الزمان يصدُّون النَّاس عن المسجد الحرام، وبنو الأتراك هم الذين ينصرون الإسلام وأهلَه ويكفُّون الأذيَّة عنهم بأنفسهم وأموالهم، كما قال تعالى: ﴿إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ﴾ (٦) [الأنفال: ٣٤].

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

علاء الدين بن الأثير: كاتب السرّ بمصرَ، علي (٧) بن أحمد بن سعيد بن محمد بن الأثير الحلبي الأصل، ثمَّ المصري، كانت له حرمة ووجاهة وأموال وثروة ومكانة عند السُّلطان، حتى ضربه الفالج في آخر عمره فانعزل عن الوظيفة وباشرها ابنُ فضل اللَّه في حياته.

الوزير العالم أبو القاسم: محمد (٨) بن محمد بن سهل بن محمد (٩) بن سهل الأزدي الغرناطي الأندلسي، من بيت الرياسة والحشمة ببلاد المغرب، قدم علينا إلى دمشق في جمادى الأولى سنة أربع


(١) في الدرر الكامنة (١/ ٤٩٢): (بَلَبَان البدري).
(٢) الدارس (١/ ١٦٢).
(٣) في ط: بيروذ وهو تصحيف.
(٤) في ط: سيف الدين خجدار. وهو تحريف.
(٥) في ط: الباجي. وهو أحد أولاد الأمير ركن الدين بيبرس التاجي والي القاهرة سابقًا.
(٦) سورة الأنفال (٣٤). والآية: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
(٧) ترجمته في الذيل (ص ١٦٤) والدرر الكامنة (٣/ ١٤) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٣).
(٨) ترجمته في الدرر الكامنة (٤/ ١٧٨) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٨٤) والأعلام (٧/ ٣٤) وثمة مصادر ترجمته.
(٩) في النجوم (ابن أحمد).

<<  <  ج: ص:  >  >>