للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: وقد علم منْ بين مكة والمدينة والبصرة بالوقعة (يوم الوقعة)، وذلك مما كانت النسور تخطفه من الأيدي والأقدام فيسقط (١) منها هنالك، حتى إنَّ أهل المدينة علموا بذلك يوم الجمل قبل أن تغرب الشمس، وذلك أن نسراً مرَّ بهم ومعه شيء فسقط [منه] فإذا هو كفٌّ فيه خاتم نقشه عبد الرحمن بن عتاب.

هذا ملخص ما ذكره (أبو جعفر) بن جرير عن أئمة هذا الشأن، وليس فيما ذكر (٢) أهل الأهواء من الشيعة وغيرهم من الأحاديث المختلقة على الصحابة والأخبار الموضوعة التي ينقلونها بما فيها، واذا دُعوا [إلى الله وإلى] الحق الواضح أعرضوا عنه وقالوا: لنا أخبارنا ولكم أخباركم، (فنحن حينئذ) نقول لهم: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.

[فصل]

في ذكر أعيان من قُتل يومَ الجَمَل من السّادة النُّجباء من الصَّحابة وغيرهم من الفريقين أجمعين، وقد قدَّمنا أن عدَّة القَتْلى نحو من عشرة آلافٍ، وأمّا الجَرْحى فلا يُحْصون كثرةً، ولم يكن في الفريقين من الصحابة إلا القليل.

وقال الإمام أحمد: حدَّثنا إسماعيل، حدَّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله عشرات ألوف فلم يحضرها منهم مئة، بل لم يبلغوا ثلاثين.

وقال الإمام أحمد أيضاً: حدَّثنا إسماعيل -هو ابن عليّة- حدَّثنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب النبي غير علي وعمّار وطلحة والزبير؛ فإن جاؤوا بخامس فأنا كذاب. قلت: قد حضرتها عائشة وابن الزبير والحسن والحسين ومحمد بن أبي بكر وسهل بن حنيف وآخرون.

قلت: قد يكون الشعبي أراد أنه لم يحضرها من المهاجرين غير من ذكر والله أعلم. فممن قتل يوم الجمل (٣) في المعركة:

طلْحةُ بن عُبَيْد الله (٤) بن عُثمان بن عَمْرو بن كعب بن سَعْد (٥) بن تَيْم بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَيّ بن


(١) في أ: وذلك أن النسور والطيور كانت تخطف من الأيدي والأقدام فسقطت. والخبر في تاريخ الطبري (٤/ ٥٣٥).
(٢) في أ: يذكره.
(٣) في أ: يومئذ.
(٤) ترجمة -طلحة بن عبيد الله- في الاستيعاب (٧٦٤ - ٧٧٠) وأسد الغابة (٣/ ٨٥ - ٨٦) وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٣ - ٤٠) والإصابة (٥/ ٢٣٢ - ٢٣٥).
(٥) في أ: سعيد؛ تحريف.