للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي التي بنيت مدرسة (١) للملك الظاهر (٢).

[وجاء القاضي وأعيان الدماشقة للسلام على السلطان] (٣) فرأوا منه غاية الإحسان. وكان نائب القلعة إِذ ذاك الطواشي جمال الدين ريحان الخادم، [فلم يزل يكاتبه، ويفتل له في الذروة والغارب، حتى استماله] (٤)، وأجزل نواله، فسلمها إِليه، ووفد عليه، ومثل بين يديه [ثم نزل إِليه فأكرمه واحترمه، وأحسن إِليه، وأظهر الملك الناصر (٥) أنه أحق بتربية] (٦) ولد نور الدين لما له (٧) عليهم من الإحسان المتين، وذكر أنه خطب لنور الدين بديار (٨) مصر، وضرب باسمه السكة، ثم عامل (٩) الناس بالجميل، وأمر بوضع ما كان أحدث بعد نور الدين من المكوس والضرائب وأقام الحدود، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ولله عاقبة الأمور.

[فصل]

فلما استقرّت له دمشق بحذافيرها، [لم يلبث] (١٠) أن نهض إِلى حلب [مسرعًا] (١١) لما فيها من التخبيط والتخليط، فاستناب على دمشق أخاه طغتكين (١٢) بن أيوب الملقب بسيف الإسلام. فلما اجتاز بحمص أخذ ربضها، ولم يشتغل بقلعتها، لعلمه بحصولها.


(١) واسمها المدرسة الظاهرية الجوانية، وتقع شمال باب البريد بجوار الجامع الأموي. قلت: ولا تزال إِلى عصرنا الحاضر وتعرف اليوم بدار الكتب الظاهرية، وهي أول مكتبة عامة في دمشق. وتقع مقابل بناء مجمع اللغة العربية سابقًا. منادمة الأطلال (١١٩).
(٢) ط: التي بناها الملك للظاهر بيبرس مدرسة. وهو السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحي النجمي، أحد مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب تولى المحكمة بعد قتل قطز سنة ٦٥٨، وشرع في بناء الدار التي تعرف بدار العقيقي سنة ٦٧٦ هـ لتجعل مدرسة وتربة له. وفيات الأعيان (٤/ ١٥٥) ومنادمة الأطلال (١١٩).
(٣) ط: وجاء أعيان البلد للسلام عليه.
(٤) مكانهما في ط: فكاتبه.
(٥) مكانهما في ط: السلطان.
(٦) ما بين حاصرتين ليس في ب.
(٧) ط: لما لنور الدين.
(٨) ط: بالديار المصرية.
(٩) ط: ثم إِن السلطان عامل الناس بالإحسان وأمر بإِبطال ما أحدث.
(١٠) ليس في ط.
(١١) عن ط وحدها.
(١٢) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٩٣ من هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>