للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهمَّ إن كان قتل عثمان بن عفان خيرًا، فليس لي فيه نصيب؛ وإن كان قتله شرًا فأنا منه بريء، واللّه لئن كان قتله خيرًا ليحلبنه لبنًا، وإن كان قتله شرًا ليمتصن (١) به دمًا. وقد ذكره البخاري في "صحيحه" (٢).

[طريق أخرى عنه]

قال محمد بن عائذ: ذكر يحيى (٣) بن حمزة، حدَّثني أبو عبد الله النَّجْراني (٤)، أن حذيفة بن اليمان في مرضه الذي هلك فيه، كان عنده رجلٌ من إخوانه، وهو يناجي امرأته، ففتح عينيه فسألهما فقالا خيرًا، فقال: شيئًا تسرانه دوني ما هو بخير، قال: قتل الرجلُ -يعني عثمانَ- قال: فاسترجع ثم قال: اللهم إني كنت من هذا الأمر بمعزلٍ، فإن كان خيرًا فهو لمن حضره، وأنا منه بريء، وإن كان شرًا فهو لمنْ حضره وأنا منه بريء، اليوم تغيرت القلوب يا عثمان، الحمد للّه الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها، الحَظيُّ من تردّى بعيره فشبع شحمًا وقلَّ عمله.

وقال الحسن بن عرفة: حدَّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي موسى الأشعري، قال:

لو كان قتل عثمان هُدًى لاحتلبت به الأُمَّةُ لبنًا، ولكنّه كان ضلالًا فاحتلبت به الأُمَّةُ دمًا. وهذا منقطع. وقال محمد بن سعد (٥): أخبرنا عارم (٦) بن الفضل، أخبرنا الصَّعق بن حَزْن، حدَّثنا قتادة، عن زَهْدم الجَرْمي. قال: خطب ابن عبّاس فقال: لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء. وقد رُوي من غير هذا الوجه عنه.

وقال الأعمش وغيره عن ثابت بن عبيد بن أبي جعفر (٧) الأنصاري.

قال: لما قُتل عثمان جئت عليًا وهو جالس في المسجد، وعليه عمامةٌ سوداءُ، فقلت له: قُتل عثمان، فقال: تبًا لهم آخر الدهر (٨) - وفي رواية: خيبة لهم-.


(١) في أ: لتحتلبنه لبنًا ولئن كان قتله شرًا لنمتصن به دمًا.
(٢) هكذا قال، وما أظنه صوابًا، فإننا لم نقف عليه في صحيح البخاري.
(٣) في ط: "محمد" محرف، وهو من رجال التهذيب.
(٤) في أ: البحراني، وفي ط: الحرّاني، وما هنا عن تاريخ دمشق (٤٨٨) وهو يزيد بن عبد الله النجراني.
(٥) الطبقات (٣/ ٨٠).
(٦) في ط: حازم؛ تحريف وهو محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي، البصري، المعروف بعارم. سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٦٥).
(٧) في أ: ثابت بن عبد عن أبي جعفر؛ خطأ. وانظر تقريب التهذيب (١٣٢).
(٨) الخبر في تاريخ دمشق (٤٦٠).