للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان الأمر كما قال، لم يعد إِلى مصر بعد هذا العام، بل كان مقامه بالشام.

[وفي هذه السنة] (١) ولد للسلطان ولدان وهما (٢) المعظَّم تورانشاه (٣) والملك المحسن (٤) أحمد، وكان بين ولادتهما سبعة أيام، فزينت البلاد، واستمر الفرح أربعة عشر يومًا، ولله الحمد.

وممن توفي فيها من الأعيان:

الشيخ كمال الدين، أبو البركات (٥)، عبد الرحمن بن محمد بن أبي السعادات عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن إِبراهيم الأنباري النحوي الفقيه العابد الزاهد الناسك الخاشع الورع:

كان خشن العيش، ولا يقبل من أحد شيئًا ولا من الخليفة. وكان يحضر نوبة الصوفية بدار الخلافة، ولا يقبل من جوائز الخليفة لهم ولا فلسًا. وكان مثابرًا على الاشتغال، وله تصانيف مفيدة. [وكانت وفاته] (٦) في شعبان من هذه السنة.

قال القاضي (٧) ابن خلكان: له كتاب "أسرار العربية" مفيد جدًا، وكتاب (٨) "طبقات النحاة" (٩) مفيد جدًا (١٠) أيضًا، [وكتاب "الميزان في النحو" أيضًا] (١١)، وغير ذلك، والله سبحانه أعلم (١٢).

ثم دخلت سنة ثمانٍ وسبعين وخمسمائة

في خامس المحرم (١٣) كان بروز السلطان من (١٤) الديار المصرية قاصدًا بلاد الشام لمناجزة الأعداء،


(١) ط: وفيها.
(٢) ط: أحدهما.
(٣) تقدمت ترجمته في حوادث سنة ٥٧٦ من هذا الجزء.
(٤) الروضتين (٢/ ٢٧).
(٥) ترجمته عند ابن الأثير (٩/ ١٥٥) وفي إِنباه الرواة (٢/ ١٦٩) والروضتين (٢/ ٢٧) ووفيات الأعيان (٣/ ١٣٩ - ١٤٠) وأبو الفداء (٣/ ٦٣) والعبر (٤/ ٢٣١) -بيروت- (٣/ ٧٣ - ٧٤) وفوات الوفيات (٢/ ٢٩) ومرآة الجنان (٣/ ٤٠٨).
(٦) ط: وتوفي.
(٧) ليس في ط.
(٨) عن أ وحدها.
(٩) هو "نزهة الألباء بطبقات الأدباء" مطبوع مشهور.
(١٠) ليس في أ.
(١١) ليس في أ.
(١٢) العبارة الأخيرة عن ط وحدها.
(١٣) ط: محرمها.
(١٤) ط: من مصر قاصدًا دمشق لأجل الغزو والإحسان إِلى الرعايا.

<<  <  ج: ص:  >  >>