للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة عشر من الهجرة]

باب بعث رسول الله خالد بن الوليد (١)

قال ابن إسحاق (٢):

ثم بعثَ رسولُ الله خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جُمادى الأولى سنةَ عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يَدْعوَهم إلى الإسلام -قبل أن يُقاتلهم- ثلاثًا، فإن استجابوا فاقْبلْ منهم، وإن لم يفعلوا فقاتِلْهُمْ. فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الرُّكْبانَ يَضْربون في كلِّ وجهٍ، ويَدْعون إلى الإسلام، ويقولون: أيُّها الناسُ، أسْلِموا تَسْلَموا. فأسلمَ الناسُ، ودخلوا فيما دُعُوا إليه، فأقام فيهم خالدٌ يعلِّمُهم الإسلامَ وكتابَ الله وسنةَ نبيّه ، كما أمَرَهُ رسولُ الله إن هم أسْلَموا ولم يُقاتِلوا. ثم كتبَ خالدُ بن الوليد إلى رسول الله (٣):

بسم الله الرحمن الرحيم: إلى محمد (٤) النبي رسول الله من خالد بن الوليد، السلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاتُه، فإنِّي أحمدُ إليكَ اللهَ الذي لا إله إلا هو، أما بعدُ، يا رسولَ الله، صلَّي الله عليك، فإنِّك بَعَثْتَني إلى بني الحارث بن كعب وأمَرْتَني، إذا أتيتُهم أن لا أقاتِلَهُمْ ثلاثةَ أيامٍ، وأن أدعوَهم إلى الإِسلام، فإن أسْلَموا قبلتُ منهم، وعَلَّمتُهم معالِمَ الإسلامِ وكتابَ الله وسنَّةَ نبيّه، وإن لم يُسْلِموا قاتَلْتُهُمْ، وإني قَدِمْتُ عليهم فَدَعَوْتُهم إلى الإسلام ثلاثةَ أيامٍ كما أَمَرَني رسولُ الله ، وبَعَثْتُ فيهم رُكبانًا قالوا (٥): يا بني الحارث، أسْلِموا تَسْلَموا، فأسْلَموا ولم يُقاتلُوا، وأنا مُقيمٌ ما بين أَظْهُرِهم آمُرُهُمْ بما أمرهم الله به، وأنْهاهُمْ عما نَهاهُمُ اللهُ عَنْه، وأُعلِّمُهم معالمَ الإسلام وسنَّة النبيّ -صلي الله عليه ويلم-، حتى يكتبَ إليّ رسولُ الله . والسلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ اللهِ وبركاته. فَكَتبَ إليه رسول الله (٦):


(١) طبقات ابن سعد (٢/ ١٦٩) والإصابة (٣/ ٦٦٠).
(٢) سيرة ابن هشام (٢/ ٥٩٢ - ٥٩٤).
(٣) مجموعة الوثائق السياسية رقم (٧٩) ص (١٠٠).
(٤) ط: (لمحمد).
(٥) ليس اللفظ في ط.
(٦) مجموعة الوثائق السياسية رقم (٨٠) ص ١٠١.