للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات في هذه السنة:

ابن بسَّام الشَّاعر (١)، أبو الحسن (٢)، علي بن أحمد (٣) بن منصور بن نصر (٤) بن بسَّام، البَسَّامي، الشَّاعر المطَبِّق الهَجَّاء، لم يترك أحدًا حتى هجاه، حتى أباه، وأُمُّه أُمامة بنت حَمْدون النَّديم (٥).

وقد أورد له ابنُ خَلِّكان أشياءَ كثيرة من شعره؛ من ذلك قوله في تخريب المتوكل قَبْرَ الحسينِ بن علي، وأمْرِهِ بأن يُزْرَعَ ويُمْحى رَسْمُه، وكان شديدَ التحامل على عليٍّ وولدِه، فلما وقع ما ذكرناه وكان ذلك سنة ست وثلاثين ومئتين (٦). قال ابن بَسَّام هذا:

تالله إنْ كانَتْ أُميَّةُ قد أتَتْ … قَتْلَ ابنِ بنتِ نبيِّها مَظْلُوما

فَلَقَدْ أتاهُ بنُو أبيهِ بمثلِهِ … هذا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مَهْدُوما

أسِفُوا على أنْ لا يكونوا شاركوا … في قَتْلِهِ فَتَتَبَّعُوهُ رَمِيْما (٧)

[ثم دخلت سنة أربع وثلاثمئة]

فيها عزل الخليفة المقتدر بالله وزيره أبا الحسن عليَّ بنَ عيسى بن الجَرَّاح؛ وذلك لأنه وقعت بينه وبين أم موسى القَهْرَمانة نُفْرةٌ شديدة، فسأل الوزير أن يُعْفى من الوِزَارة فعُزِلَ، ولم يتعرَّض لشيءٍ منْ أملاكه.

وطُلِب أبو الحسن علي بن محمد بن الفُرَات (٨) فأعيد إلى الوزارة بعد عزله عنها خمس سنين، وخَلَعَ عليه الخليفة يوم التَّرْوية سَبْعَ خِلَع، وأطلق له ثلاثمئة ألف دِرْهم، وعشرة تخوت ثياب، ومن الخيل


(١) مروج الذهب (٤/ ٢٩٧ - ٣٠٤) تاريخ بغداد (١٢/ ٦٣) معجم الأدباء (١٤/ ١٣٩ - ١٥٢) وفيات الأعيان (٣/ ٣٦٣ - ٣٦٦) فوات الوفيات (٣/ ٩٢ - ٩٣) سير أعلام النبلاء (١٤/ ١١٢ - ١١٣) النجوم الزاهرة (٣/ ١٨٩ - ١٩٠) مفتاح السعادة (١/ ١٩١) وقد نسب إليه فيه تأليفه "الذخيرة"، وهو وهم منه.
(٢) في النجوم الزاهرة (٣/ ١٨٩): أبو جعفر، وهو خلاف المشهور.
(٣) في المصادر: بن محمد، وهو المشهور.
(٤) اضطربت مصادر ترجمته في تقديم أحدهما على الآخر، والأشبه بالصواب أنه علي بن محمد بن نصر بن منصور.
(٥) كان نديم المتوكل، وتوفي سنة (٢٥٤ هـ)، ترجمته في مختصر ابن منظور (٧/ ٢٤٩ - ٢٥٠).
(٦) انظر حوادث تلك السنة في هذا الكتاب.
(٧) وفيات الأعيان (٣/ ٣٦٥) وقد أوردت أغلب المصادر وفاته سنة (٣٠٢ هـ) وذكره اليافعي في مرآة الجنان (٢/ ٢٣٩) في وفيات سنة (٣٠١ هـ).
(٨) سترد ترجمته في وفيات سنة (٣١٢ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>