للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جمادى الآخرة، شغب الدَّيالم والأتراك لتأخُّرِ العطاء عنهم، وغلاء الأسعار، وراسلوا بهاء الدولة، فأزيحت أعذارهم وعللهم.

وفي يوم الخميس الثاني من ذي القَعْدة من هذه السنة تزوَّج الخليفة سكينة بنت بهاء الدولة على صَداق مئة ألف دينار، وكان وكيلَ أبيها الشريفُ أبو أحمد الموسوي، وقد توفيت هذه المرأة قبل دخول الخليفة عليها.

وفي هذه السنة ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أزدشير دارًا بالكَرْخ وجدَّد عمارتها، وبيَّضها، ونقل إليها كتبًا كثيرة، ووقفها على الفقهاء، وسماها دار العلم. وأظن أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء (١)، واللَّه أعلم.

وارتفعت الأسعار في أواخر هذه السنة، وضاق الحال [وجاع العيال، فلله الحمد والمنَّة على كل حال] (٢).

[وفيها توفي من الأعيان]

أحمد بن إبراهيم (٣) بن الحسن بن شاذان بن حَرْب بن مِهْران: أبو بكر البَزَّاز.

سمع الكثير من البَغَوي وابن صاعد وابن دريد وابن أبي داود.

وعنه الدَّارَقُطْني والبَرْقاني والأزْهَري وغيرهم، وكان ثِقَةً ثبتًا صحيحَ السَّماع، كثير الحديث، متحرِّيًا ورعًا. توفي عن خمسٍ وثمانين سنة [رحمه اللَّه تعالى] (٤).

[ثم دخلت سنة أربع وثمانين وثلاثمئة]

فيها عَظُمَ الخَطْبُ بأمر العَيَّارين، وعاثوا ببغداد للفساد وأخذوا [الأموال و] (٤) العملات الثقال ليلًا ونهارًا، وحرقوا (٥) أماكن كثيرة، وأخذوا من الأسواق الجبايات، وتطلبهم الشُّرَط فلم يُفْد ذلك شيئًا ولا فكروا فيهم، بل استمرُّوا على ما هُمْ عليه من أخذ الأموال، وقَتْلِ الرجال، وإرعاب النِّساء


(١) في (ط) زيادة: وكانت قبل النظامية بمدة طويلة.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) و (ط).
(٣) تاريخ بغداد (٤/ ١٨ - ٢٠) المنتظم (٧/ ١٧٢ - ١٧٣) سير أعلام النبلاء (١٦/ ٤٢٩ - ٤٣٠) النجوم الزاهرة (٤/ ١٦٤) شذرات الذهب (٣/ ١٠٤).
(٤) ما بين حاصرتين من (ط).
(٥) في (ح): وخربوا، والمثبت من (ب) و (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>