للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَبطَتْ إلَيْكَ مِنَ المَحلِّ (١) الأرْفَعِ … وَرْقَاءُ ذَاتُ تَعَزُّزٍ وَتَمنُّعِ

مَحجُوبةٌ عَنْ كُلِّ مُقْلَةِ عَارِفٍ … وَهِيَ الّتي سَفَرَتْ فَلَمْ تَتَبرْقَعِ

وَصَلَتْ عَلى كُرْهٍ إلَيْكَ ورُبّما … كَرِهَتْ فِرَاقَكَ وَهِيَ ذَاتُ تَفَجُّعِ

وهي قصيدة طويلة، وقوله أيضًا:

اجعلْ غِذاءكَ كُلَّ يومٍ مرَّةً … وَاحْذَرْ طَعَامًا قَبْلَ هَضْمِ طَعَامِ

وَاحْفَظْ مَنيكَ ما اسْتَطَعْتَ فإنَّهُ … مَاءُ الحَياةِ يُصَبُّ في الأرْحَام

وذكر أنّه توفي بالقولنج في همذان، وقيل: بأصبهان -والأول أصح- يوم الجمعة من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمئة عن ثمان وخمسين سنة، وقد خصّ (٢) الغزالي كلامه في مقاصد الفلاسفة، ثمّ ردّ عليه في "تهافت الفلاسفة" في عشرين مسألة (٣) وكفّره في ثلاث مسائل منهنّ، وهي قوله: بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وأنّ اللَّه لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي، ويقال: إنّه تاب عند الموت، فاللَّه أعلم.

[ثم دخلت سنة تسع وعشرين وأربعمئة]

فيها: كان بدء ملك السلاجقة (٤):

وفيها: استولى ركن الدولة أبو طالب طُغْرُلْبَك محمد بن ميكائيل بن سُلجوق على نيسابور، وجلس على سرير ملكها، وبعث أخاه داود إلى سائر بلاد خراسان، فملكها، وانتزعها من نواب الملك مسعود بن محمود بن سُبُكْتكين.

وفيها: قتل جيش المصريين لصاحب حلب، وهو شِبْل الدَّولة، نصر بن صالح بن مِرْداس، واستولوا على حلب وأعمالها.

وفيها: سأل جلال الدولة من الخليفة أن يلقَّب بملك الدولة (٥)، فأجابه إلى ذلك بعد تمنّع.

وفيها: استدعى الخليفة القائم بأمر اللَّه القضاة والفقهاء، وأحضر جاثليق النصارى،


(١) في (ط): المقام.
(٢) في (ط): حصر.
(٣) في (ط): مجلسًا.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) كذا في (أ) و (ب) وفي الكامل في التاريخ (٩/ ٤٥٩)، والمنتظم (٨/ ٩٧): ملك الملوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>