للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع عشرة ومئتين]

في المحرم منها دخل المأمونُ الديار المصرية، ظفر بعَبْدُوس الفِهْري، فأمر فضربتْ عنقه. ثم كرَّ المأمون راجعًا إلى الشام.

وفي هذه السنة ركب المأمون إلى بلاد الروم أيضًا، فحاصر لؤلؤة (١) مئةَ يوم، ثم ارتحل عنها واستخلف على حصارها عُجَيفًا، فخدعته الروم، فأسروه، فأقام في أيديهم ثمانية أيام، ثم انفلت من أيديهم، واستمر محاصِرًا لهم، فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بجيشه من ورائه، فبلغ المأمون فسار إليه، فلما أحسَّ توفيل بقدومه انصرف هاربًا من وجهه، وبعث إليه الوزير، الذي يقال له: الصنفل، فسأله الأمان والمصالحة والمهادنة، لكنه بدأ بنفسه في كتابه إلى المأمون، فردَّ عليه المأمون كتابًا بليغًا، مضمونُه التقريعُ والتوبيخ، وإني إنَّما أقبلُ منك الدخول في الحنيفيّة، وإلا فالسيفُ والقتل. والسلام على من اتبع الهدى (٢).

وحجَّ بالناس فيها سليمان بن عبد اللَّه بن سليمان بن علي.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

حَجَّاج بن مِنْهال (٣).

وسُرَيْج بن النُّعمان (٤).

وموسى بن داود الضَّبِّيّ (٥).


= كنت أركعهن في السحر. وفيها جرت حوادث وأمور يطول ذكرها.
(١) "لؤلؤة": قلعة قرب طَرَسوس. ياقوت.
(٢) راجع نص الرسالتين المتبادلتين بين توفيل والمأمون في تاريخ الطبري (٨/ ٦٢٩).
(٣) حجَّاج بن مِنهال البصريّ، أبو محمد الأنماطي. كان دلالًا في الأنماط. ثقة، صاحب سنّة. العبر (١/ ٣٧١).
(٤) سُرَيْج بن النُّعمان الجوهريّ البغدادي الحافظ، كان ثقة مبرّزًا. تهذيب الكمال (١٠/ ٢١٨)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٢١٩).
(٥) أبو عبد اللَّه الكوفيّ الطّرسوسي، نزيل بغداد. كان مصنفًا مكثرًا مأمونًا، وكان ثقة زاهدًا صاحب حديث. ولي قضاء طرسوس حتى مات. العبر (١/ ٣٧١)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>