للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فعل، وقد أراح الله المسلمين منه قبحه الله، فما كان أظلمه وأغشمه.

وفيها: تولّى قضاء قضاة بغداد الأكمل أبو القاسم علي بن أبي طالب الحسين بن محمد الزَّينبي وخلع عليه بعد موت أبي الحسن الدامغاني وستأتي ترجمته (١).

[وفيها: ظهر قبر الخليل إبراهيم، وقبر إسحاق ويعقوب، ، وشاهد ذلك الناس] (٢)، ولم تَبْلَ أجسادهم، وعندهم قناديلُ من ذهب وفضة. ذكر ذلك ابن الخازن في "تاريخه" وأظنه نقله من "المنتظم" (٣) لابن الجوزي، والله أعلم بالصواب.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

ابن عَقِيل (٤): علي بن عَفِيل بن محمد بن عَقِيل، أبو الوفاء، شيخ الحنابلة ببغداد، صاحب "الفنون" (٥) وغيره من التصانيف المفيدة.

ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمئة. وقرأ القراءات (٦) على ابن شيطا. سمع الحديث الكثير. وتفقه بالقاضي أبي يعلى بن الفراء. وقرأ الأدب على ابن برهان (٧)، والفرائض على عبد الملك الهمذاني، والوعظ على أبي طاهر بن العلاف، صاحب ابن سمعون، والأصول على أبي الوليد المعتزلي. وكان يجتمع بجميع العلماء من كل مذهب، وربما لامه بعض أصحابه، فلا يلوي عليهم، فلهذا برز على أقرانه، وبذّ أهل زمانه في فنون كثيرة، مع صيانة وديانة وحسن مروءة، وكثرة اشتغال. وقد وعظ في بعض الأحيان، فوقعت فتنة فترك ذلك، [وقد متعه الله] (٨) بجميع حواسه، إلى حين موته. [وكانت


(١) سترد ترجمته في حوادث سنة ٥٤٣ من هذا الجزء.
(٢) العبارة مختلفة في ط.
(٣) لم أجده فيما طبع من المنتظم وفي تاريخ الإسلام (١١/ ١٥٣): قاله حمزة بن أسد التميمي في تاريخه على ما حكاه ابن الأثير، وهو في كامل ابن الأثير كما قال الذهبي.
(٤) ترجمته في طبقات ابن أبي يعلى (٢/ ٢٥٩) والمنتظم (٩/ ٢١٢) وابن الأثير (٨/ ٢٩١) ومرآة الزمان (٨/ ٨٣) والعبر (٤/ ٢٩) ومرآة الجنان (٣/ ٢٠٤) والمنهج الأحمد (٢/ ٢٥٢) وذيل ابن رجب (١/ ١٤٢ - ١٦٣).
(٥) قال الذهبي: "له كتاب الفنون لم يصنف في الدنيا أكبر منه؛ حدثني من رأى منه المجلد الفلاني بعد الأربع مئة يحكي فيه بحوثًا شريفة ومناظرات وتواريخ ونوادر، وما قد وقع له" (تاريخ الإسلام ١١/ ٢٠٤) وقد طبع منه مجلد في بيروت (دار المشرق ١٩٦٩ م) طبعة رديئة التحقيق ورأيت في إحدى رحلاتي إلى تونس مجلدًا مخطوطًا محفوظًا في الزيتونية مخروم الأول أظنه من هذا الكتاب (بشار).
(٦) ب، ط: قرأ القرآن، آ: قرأ القرآن وقرأ على ابن شيطان. وهو تصحيف. والخبر في المنتظم.
(٧) هو أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري، العلامة شيخ العربية ذو الفنون حتى قال ابن ماكولا: ذهب بموته علم العربية، من يعرف الأنساب، ولم أر مثله. توفي سنة (٤٥٦) وترجمه فيها المؤلف ترجمة قصيرة نقلًا من ابن الجوزي الذي غضَّ من محاسنه وأساء إليه بسبب المخالفة في المذهب، نسأل الله العافية. (بشار).
(٨) مكانهما في آ، ب: ومتع.

<<  <  ج: ص:  >  >>