للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت وفاته في هذه السنة، وقد جاوز الثمانين.

يحيى بن محمد بن صاعد (١): أبو محمد، مولى أبي جعفر المنصور.

رحل في طلب الحديث، وكتب وَسَمعَ وحفظ، وكان من كبار الحُفَّاظ، وشيوخ الرُّواة، وكتب عنه جماعة من الأكابر، وله تصانيف تَدُلُّ على حفظه وفقهه وفهمه.

وكانت وفاته ببغداد، ودُفن بباب الكوفة في هذه السنة، وله تسعوا (٢) سنة.

الحسن بن علي بن أحمد (٣) بن بشَّار بن زياد: المعروف بابن العلاف، الضَّرير، النَّهْرواني، الشَّاعر المشهور.

كان أحد سُمَّار الخليفة المعتضد باللّه، وله مَرْثَاة طَنَّانة في هِرٍّ له، قتله جيرانه لأنه أكل فراخ الحمام من أبراجهم، وفيها آداب ورِقَّة، ويقال: إنه أراد بها رثاء ابن المعتز (٤)، لكنه لم يتجاسر أن ينسبها إليه من الخليفة المقتدر باللّه حين قتله. وأولها:

يا هِرُّ فارقْتَنَا ولم تَعُدِ … وكُنْتَ عِنْدي بِمَنْزِلِ الوَلَدِ

وهي خمسة وستون بيتًا.

[ثم دخلت سنة تسع عشرة وثلاثمئة]

في المحرم من السنة دخل الحجيج إلى بغداد، وقد خرج مؤنس الخادم للحج في هذه السنة في جيشٍ كثيف، خوفًا من القرامطة، ففرح المسلمون بذلك، وزينت بغداد يومئذٍ، وضربت الخيام والقباب لمؤنس الخادم، وقد بلغ مؤنس الخادم في أثناء الطريق أن القرامطة أمامه، فعدل بالناس عن جادة


(١) تاريخ بغداد (١٤/ ٢٣١ - ٢٣٤) المنتظم (٦/ ٢٣٥ - ٢٣٦) تذكرة الحفاظ (٢/ ٧٧٦ - ٧٧٨) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥٠١ - ٥٠٦).
(٢) في (ط) سبعون، وهو تصحيف.
(٣) تاريخ بغداد (٧/ ٣٧٩ - ٣٨٠) الأنساب (٩/ ٩٥ - ٩٦) المنتظم (٦/ ٢٣٧ - ٢٣٨) وفيات الأعيان (٢/ ١٠٧ - ١١١) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥١٤ - ٥١٨).
(٤) وقيل: إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات أيام محنته، وذُكر أيضًا أنها في غلام أبي بكر الذي قتل لأنه هوي جارية لعلي بن عيسى. وفيات الأعيان (٢/ ١٠٨ - ١٠٩) وفيه مقاطع من القصيدة، وأيضًا سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥١٥ - ٥١٨) وقال الصفدي في نكت الهميان (١٤٢): وأنا شديد التعجب ممن يزعم أن هذه القصيدة رثا بها غير هر.

<<  <  ج: ص:  >  >>