للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسرور الخادم (١)، وكان من أكابر الأمراء.

ومحمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل التَّرْمذيّ، صاحب التصانيف الحسنة في رمضان من هذه السنة؛ قاله ابن الأثير (٢)، وشيخنا الذهبيّ (٣).

وهلال بن العلاء (٤)، المحدِّث المشهور، وقد وقع (٥) لنا من حديثه طرف (٦).

[ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومئتين]

فيها: دخل المسلمون بلاد الروم فغنموا وسلموا، ولله الحمد.

وفيها: تكامل غور المياه ببلاد الرَّيّ وطَبَرِستان، وغلت الأسعار جدًّا، وجهد الناس وقحطوا، حتى أكل بعضهم بعضًا، وكان (٧) الرجل يأكل ابنته، فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

وفيها: حاصر المعتضد قلعة ماردين، وكانت بيد حَمدان بن حمدون ففتحها قسرًا، وأخذ ما كان فيها، ثم أمر بتخريبها فهدمت.

وفي هذه السنة وصلت قطر النَّدى بنت خُمَارَوَيْه نائب الدِّيار المصرية إلى بغداد في تجمّل عظيم، ومعها من الجهاز شيء عظيم، حتى قيل: إنه كان في الجهاز مئة هاون من ذهب، ثم بعد كلّ حساب معها مئة ألف دينارٍ ليشترى بها من العراق ما قد تحتاج إليه، مما لا يتهيأ مثله بالديار المصرية (٨).

وفيها: خرج المعتضد إلى بلاد الجبل، وولَّى ولده عليًّا المكتفي نيابة الرَّيّ، وقَزوين، وزَنْجان وقُم، وهَمْذان، والدِّينَوَر، وجعل على كتابته أحمد بن الأصْبَع، وولَّى عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلَف نيابةَ أصبهان، ونَهَاوند، والكَرَج، ثم عاد راجعًا إلى بغداد.


(١) إنما هو مسرور البلخي الأمير، وليس مسرورًا خادم الرشيد. وانظر أخباره في فهارس الطبري وابن الأثير.
(٢) ابن الأثير (٧/ ٤٦٥).
(٣) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٤٢)، والعبر (٢/ ٦٤)، وتذكرة الحفاظ (٢/ ٦٠٥).
(٤) هلال بن العلاء بن هلال بن عمر، أبو عمر الباهلي، مولى قتيبة بن مسلم، الأمير الرّقيّ. قال النسائي: ليس به بأس، روى أحاديث منكرة عن أبيه، ولا أدري: الريب منه، أو من أبيه، وله شعر رائق، من أبناء التسعين.
(٥) في آ: وقع لنا حديثه من طرق. والمثبت من ب، ط.
(٦) تأتي بعد هذا في ب، ظا، ط ترجمة سيبويه إمام النحاة المتقدمة ترجمته في وفيات سنة (١٨٠) من هذا الكتاب، ولم ترد في "أ" وهو الصواب حيث أقحمت هنا بلا معنى، وابن كثير لا يمكن أن يتوهم مثل هذا الوهم الفاحش، فهي بلا شك من زيادات بعض جهلة النساخ، لذلك حذفناها.
(٧) في المنتظم (٥/ ١٤٧): وأكل إنسان منهم ابنته.
(٨) المنتظم (٥/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>