للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفينا، وذلك قوله: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾ [الأحزاب: ٢٥]. قال: فدعا رسول الله بلالًا، فأمره فأقام، فصلى الظهر كما كان يصليها في وقتها، ثم أقام العصر فصلاها كذلك، ثم أقام المغرب فصلاها كذلك، ثم أقام العشاء فصلاها كذلك، وذلك قبل أن يُنزَّل - قال حجاج: في صلاة الخوف -: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٣٩].

وقد رواه النسائي (١)، عن الفلاس، عن يحيى القطان، عن ابن أبي ذئب، به: قال: شغلنا المشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس. فذكره.

وقال أحمد (٢): ثنا هشيم، ثنا أبو الزبير، عن نافع بن جبير، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، أن المشركين شغلوا رسول الله يوم الخندق عن أربع صلوات، حتى ذهب من الليل ما شاء الله. قال: فأمر بلالًا فأذن ثم أقام فصلَّى الظهر، ثم أقام فصلَّى العصر، ثم أقام فصلَّى المغرب، ثم أقام فصلَّى العشاء.

وقال الحافظ أبو بكر البزَّار (٣): ثنا محمد بن معمر، ثنا مؤمَّل، يعني ابن إسماعيل، حدثنا حمَّاد، يعني ابن سلمة، عن عبد الكريم، يعني ابن أبي المخارق، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله، أن النبي شُغل يوم الخندق عن صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، فأمر بلالًا فأذَّن وأقام، فصلَّى الظهر، ثم أمره فأذَّن وأقام، فصلى العصر، ثم أمره فأذَّن وأقام، فصلى المغرب، ثم أمره فأذَّن وأقام، فصلى العشاء، ثم قال: "ما على وجه الأرض قوم يذكرون الله في هذه الساعة غيركم". تفرَّد به البزار، وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وقد رواه بعضهم عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.

[فصل في دعائه [عليه] السلام على الأحزاب]

وكيف صرفهم الله تعالى، بحوله وقوته؛ استجابة لرسوله (٤)، وصيانة لحوزته الشريفة، فزلزل قلوبهم، ثم أرسل عليهم الرِّيح الشديدة؛ فزلزل أبدانهم.


(١) في "السنن الكبرى" رقم (٦٦٠).
(٢) رواه أحمد في "المسند" (١/ ٣٧٥) وهو حديث حسن.
(٣) في "كشف الأستار" (٣٦٥) وإسناده ضعيف.
(٤) في (آ): "" وأثبت لفظ (ط).