للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقرونًا بكلب ميت، فلما رآه أبصر شأنه، وكلَّمه مَنْ أسلم من قومه فأسلم برحمةِ اللَّه، وحسُن إسلامه، فقال حين أسلم، وعرَفَ من اللَّه ما عرف، وهو يذكر صنمه ذلك وما أبصر من أمره، ويشكر اللَّه الذي أنقذَهُ مما كان فيه من العمى والضلالة ويقول: [من الرجز]

واللَّهِ لو كنتَ إلهًا لم تكُنْ

أنت وكلبٌ وسْطَ بئرٍ في قَرَنْ

أُفٍّ لملقاكَ إلهًا مُسْتَدَنْ

الآنَ فتَّشناك عن سوء الغَبَن (١)

الحمدُ للَّه العليِّ ذي المِنَنْ

الواهبِ الرزَّاقِ ديَّان الدِّيَن (٢)

هو الذي أنقذني من قبل أنْ

أكونَ في ظلمة قبير مُرْتَهَن (٣)

فصل يتضمن أسماء من شهد بيعة العقبة الثانية وجملتهم على ما ذكره ابن إسحاق ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتان

فمن الأوس أحدَ عشرَ رجلًا؛ أُسيد بن حُضير أحدُ النقباء، وأبو الهيثم بن التَّيِّهان بدريٌّ أيضًا، وسلمة بن سلامة بن وَقْش بدري، وظُهير بن رافع، وأبو بُرْدَة بن نيار (٤) بدري، ونُهير بن الهيثم بن نابي بن مَجْدَعة بن حارثة، وسعدُ بن خَيْثمة أحدُ النقباء بدريّ وقتل بها شهيدًا، ورفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبَر (٥) نقيبٌ بَدْريّ، وعبد اللَّه بن جُبير بن النعمان بن أمية بن البُرَك بدري، وقُتل يوم أحد شهيدًا أميرًا على الرُّماة، ومَعْنُ بن عدي بن الجَدّ بن عَجْلان بن الحارث بن ضُبيعة البَلَوِيّ، حليفٌ للأوس، شهد بدرًا وما بعدها وقتل باليمامة شهيدًا، وعُويم بن ساعدة شهد بدرًا وما بعدها.


(١) "مستدن": قال أبو ذر في شرح السيرة: ذليل مستعبد. وقال السهيلي في الروض (٢/ ٢١٤): من السدانة وهي خدمة البيت وتعظيمه. والغَبَن في الرأي اهـ. وفي القاموس: الضعف.
(٢) "الدِّيَن": جمع دينة، وهي العادة. ويجوز أن يكون أراد بالدين: الأديان، أي هو ديَّان أهل الأديان. الروض (٢/ ٢١٤).
(٣) زادت سيرة ابن هشام هذا البيت:
بأحمد المهدي النبيِّ المُرْتَهنْ
(٤) في ط: دينار تحريف، والمثبت من ح وسيرة ابن هشام والقاموس (نير).
(٥) في ح: زبير. وفي ط: زنير. وكلاهما تصحيف، والمثبت من السيرة وتبصير المنتبه.