للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الليل، [وأمره بالسعي إلى الجمعة إذا نودي بها والغسل عند الرواح إليها] (١) وأمره أن يأخذ من المغانم خُمُسَ الله ما كُتب على المؤمنين من الصدقة، من العَقار فيما سَقَتِ العَيْنُ (٢) وفيما سقت السماء العُشْر، وما سقى الغَرْب (٣) فنصف العشر، وفي كل عشر من الإبل شاتان، وفي عشرين أربع شياه، وفي أربعين من البقر بقرة، وفي كل ثلاثين من البقر تبيعٌ أو تبيعةٌ جَذَع أو جَذَعة، وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاةٌ، فإنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين، فمن زاد فهو خير له، ومن أسلم من يهودي أو نصراني إسلامًا خالصًا من نفسه فَدانَ دينَ الإسلام، فإنه من المؤمنين، له ما لهم وعليه ما عليهم، ومنْ كانَ على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يُغَيَّر عنها، وعلى كل حالمٍ ذكر أو أنثى، حر أو عبد، دينار وافٍ، أو عوضه (٤) من الثياب، فمن أدى ذلك فإن له ذمةَ الله ورسوله، ومن مَنعَ ذلك فإنه عدوُّ الله ورسوله والمؤمنين جميعًا، صلوات الله على محمد، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته".

قال الحافظ البيهقي (٥): وقد روى سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده هذا الحديث موصولًا بزيادات كثيرة ونقصان عن بعض ما ذكرناه في الزكاة والديات وغير ذلك.

قلت: ومن هذا الوجه رواه الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي (٦) في سننه مطولًا، وأبو داود في كتاب المراسيل (٧)، وقد ذكرت ذلك بأسانيده وألفاظه في السنن (٨) ولله الحمد والمنة، وسنذكر بعد الوفود بعثَ النبي الأمراءَ إلى اليمن لتعليمِ الناس وأخذِ صدقاتِهم وأخماسِهم، معاذَ بن جبل وأبا موسى وخالدَ بن الوليد وعليَّ بن أبي طالب، أجمعين.

قُدومُ جَريرِ بنِ عَبْدِ الله البَجَلي وإسلامه

قال الإمام أحمد (٩): حدّثنا أبو قطن، حدّثني يونس، عن المغيرة بن شِبْلٍ، قال: قال جرير: لما


(١) الزيادة من دلائل النبوة ومجموعة الوثائق السياسية.
(٢) في أ كلمة غير واضحة، وفي ط: المغل، وأثبتنا ما في دلائل النبوة ومجموعة الوثائق السياسية وسيرة ابن هشام (٤/ ٢٦٦) وإعلام السائلين.
(٣) الغرب: الدلو العظيمة (القاموس: غرب).
(٤) في ط: (عرضه).
(٥) السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٨٨، ٣٠٩) (و ١٠/ ١٢٨).
(٦) النسائي (٤٨٦٨ و ٤٨٦٩)، وإسناده ضعيف.
(٧) أبو داود في المراسيل (٨٥ مختصرًا، ٩٧ مطولًا)، وإسناده ضعيف.
(٨) جامع المسانيد والسنن (٩/ ٥٦٠ - ٥٦٥).
(٩) مسند الإمام أحمد (٤/ ٣٥٩)، وهو حديث صحيح. وانظر طبقات ابن سعد (١/ ٣٤٧ - ٣٤٨).