للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صفته ]

كان رجلًا طوالًا أصلعَ أعسرَ أيسرَ أحورَ العينين، آدم (١) اللون، وقيل كان أبيضَ شديد البياض تعلوه حمرةٌ، أشنب (٢) الأسنان، وكان يصفّر لحيته، ويرجل رأسه بالحنّاء.

واختلف في مقدار سنّه يوم مات على أقوال عدتها عشرة:

فقال ابن جرير: حدَّثنا زيد بن أخزم (٣)، حدَّثنا أبو قتيبة، عن جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قُتل عمر بن الخطاب وهو ابنُ خمس وخمسين سنة.

ورواه الدراوَرْدي عن عبيد الله (٤)، عن نافع، عن ابن عمر. وقاله عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن الزُّهري، ورواه أحمد، عن هُشَيْم، عن علي بن زيد، عن سالم بن عبد الله بن عمر.

وعن نافع رواية أخرى ستّ وخمسون (سنة).

قال ابن جرير وقال آخرون: كان عمره ثلاثًا وخمسين سنة، حدثت بذلك عن هشام بن محمد.

ثم روى عن عامر الشَّعبي أنَّه توفي وله ثلاث وستون سنة.

قلتُ: وقد تقدَّم في عُمْر الصدِّيق مثله.

وروي عن قتادة أنه قال: توفي عمر وهو ابن إحدى وستين سنة.

وعن ابن عمر والزُّهري خمس وستون.

وعن ابن عباس ست وستون.

وروى ابن جرير، عن أسلم مولى عمر أنَّه قال: توفي وهو ابن ستين سنة. قال الواقدي (٥): وهذا أثبت الأقاويل عندنا.

وقال المدائني: توفي عمر وهو ابن سبع وخمسين سنة.

[ذكر زوجاته وأبنائه وبناته]

قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما:


(١) الآدم من الناس: الأسمر. اللسان (أدم)، وقد ساق ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٢٥) خبرًا عن عبد الله بن عمر يقول فيه: كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب الولد .. إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي.
(٢) الشنب: البياض والبريق والتحديد في الأسنان. اللسان (أشنب).
(٣) في ط: أحزم؛ تحريف، والتصحيح من تاريخ الطبري (٤/ ١٩٧) وتقريب التهذيب.
(٤) في ط: عبد الله؛ خطأ والتصحيح من أ وتاريخ الطبري (٤/ ١٩٧).
(٥) طبقات ابن سعد (٣/ ٢٧٨) وتاريخ الطبري (٤/ ١٩٨).