للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الحرمين، فسار الناس صحبته فلما كانوا بفَيد (١) اعترضهم الأعراب، فصالحهم القاضي أبو محمد الناصحي بخمسة آلاف دينار فامتنعوا، وصمّم كبير الأعراب وهو جماز (٢) بن عُدَيّ على أخذ الحجيج، وركب فرسه وجال جولة، واستنهض من معه من شياطين العرب، فتقدّم إليه غلام من أهل سمرقند [يقال له: ابن عفان] فرماه بسهم فوصل إلى قلبه، فسقط ميتًا، وانهزمت الأعراب، وسلك الحجيج الطريق، فحجّوا، ورجعوا سالمين آمنين، وللَّه الحمد.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد اللَّه (٣) بن حفص (٤) أبو سَعْد المالِيْني الصُّوفي، ومالين قرية من قرى هَراة.

كان من الحفّاظ المكثرين الرّحالين في طلب الحديث إلى الآفاق، وكتب كثيرًا، وكان ثقةً صدوقًا صالحًا، وكانت وفاته بمصر في شوال هذه السنة.

الحسن بن الحسين بن محمد (٥) بن الحسين [بن رامين] القاضي، أبو محمد الإستراباذي.

نزل بغداد، وحدّث بها عن الإسماعيلي وغيره، وكان من كبار الشافعيّة فاضلًا صالحًا، رحمه اللَّه تعالى.

الحسن بن منصور بن غالب (٦) الوزير، الملقب ذا السعادتين.

ولد بسيراف سنة ثنتين (٧) وخمسين وثلاثمئة، وتنقلت به الأحوال حتى وَزَرَ ببغداد، ثمّ قتل وصودر أبوه على ثمانين ألف دينار.

الحسين بن عُمر (٨) أبو عبد اللَّه الغَزَّال. سمع النّجاد والخُلْدي وابن السمّاك وغيرهم.

قال الخطيب: كتبت عنه، وكان شيخًا ثقة، صالحًا، كثير البكاء عند الذكر. رحمه اللَّه تعالى.


(١) فيد: منزل بطريق مكة. معجم البلدان (٤/ ٢٨٢).
(٢) كذا في (ط)، وفي (أ) و (ب): حماد. خطأ. وينظر تاريخ الإسلام للذهبي (٩/ ١٧٩).
(٣) في (ط): "إسماعيل" وهو تحريف ظاهر، وما أثبتناه موافق لما في مصادر ترجمته، ومنها خط الذهبي في تاريخ الإسلام (٩/ ٢٠٠) (بشار).
(٤) تاريخ بغداد (٤/ ٣٧١)، المنتظم (٨/ ٣)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٣٠١)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٣٠)، طبقات السبكي (٤/ ٥٩)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٥٦)، شذرات الذهب (٣/ ١٩٥).
(٥) المنتظم (٨/ ٣)، تاريخ بغداد (٧/ ٣٠٠).
(٦) المنتظم (٨/ ٣)، الكامل في التاريخ (٩/ ٣٢٣).
(٧) في (ب) و (ط): ثلاث. خطأ، وما هنا من (ح) ويعضده ما في مصادر ترجمته.
(٨) في (ط): "عمرو" خطأ، وما أثبتناه موافق لما في تاريخ الخطيب (٨/ ٨٢) وتاريخ الإسلام (٩/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>