للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقطعوه قطعًا] (١). ولم (٢) يلحق الناس منه إلا الرسوم، وقتلوا معه جماعة من أصحابه، منهم أبو عبد الله (٣) بن سُكينة. فأُخذ أولئك الرهط فحرّقوا، قبحهم الله (٤).

وسارت (٥) بذلك الركبان في البلدان، فما من أهل بلدة إلا وهم أشدّ حزنًا على الخليفة المسترشد من الأخرى، لا سيّما أهل بغداد، خرجت النساء في الطرقات ينحن عليه ويندبنه. وقد ذكر أبو الفرج بن الجوزي (٦) ما كنّ يقلنه من النياحة على الخليفة .

[وكان مقتله] (٧) على باب مراغة في يوم الخميس سابع عشر ذي القعدة، فحمل إلى بغداد (٨).

ولما استقر خبر موته ببغداد عُمل العزاء له ثلاثة أيام بعدما بويع لولده الراشد.

ذكر شيء من ترجمة (٩) المسترشد

كان، ، شجاعًا مقدامًا بعيد الهمة فصيحًا بليغًا، عذب الكلام حسن الإيراد، مليح الخط، [سديد العبارة] (١٠)، محبَّبًا إلى العامة والخاصة. وهو آخر خليفة رؤي خطيبًا.

قتل، ، وعمره ثلاث (١١) وأربعون سنة وثلاثة أشهر، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة وستة أشهر وعشرين يومًا.

وكانت أمه أم ولد من الأتراك، .


(١) ط: فلما وصل الجيش حملوا على الخليفة فقتلوه في خيمته وقطعوه قطعًا.
(٢) آ: فلم.
(٣) ط: عبيد الله، وما هنا من المنتظم (١٠/ ٤٩) وابن الأثير (١١/ ٢٧ ط. صادر).
(٤) ط: ثم أخذ أولئك الباطنية فأحرقوا قبحهم الله وقيل: إنهم كانوا مجهزين لقتله والله أعلم.
(٥) لم أذكر الخلافات بين الأصول في هذا المقطع لكثرتها.
(٦) المنتظم (١٠/ ٤٩ - ٥٠).
(٧) ط: قتل.
(٨) ط: ذي الحجة وحملت أعضاؤه. والخبر في المنتظم (١٠/ ٤٩).
(٩) أخباره وترجمته في المنتظم (١٠/ ٤٧ - ٥٠) و (٥٣ - ٥٤) وابن الأثير (٨/ ٢٨١ - ٢٨٢) و (٣٤٨) ومرآة الجنان (٣/ ٢٥٥) والفخري (٢٤٤ - ٢٤٥).
(١٠) ط: كثير العبادة.
(١١) ط: خمس، وولادته في (١٨/ ٨/ ٤٨٦) والخبر في ابن الأثير (٨/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>