للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترحم وتستجيب دعوة المضطرين (١). فلما رفع رأسه أوحى الله إلى شعيا أن يأمره أن يأخذ ماء التين فيجعله على قَرحته فيشفى ويصبح قد برئ، ففعل ذلك، فشفي.

وأرسل الله على جيش سنحاريب الموت فأصبحوا وقد هلكوا كلهم سوى سنحاريب وخمسة من أصحابه، منهم بخت نصّر، فأرسل ملكُ بني إسرائيل فجاء بهم، فجعلهم في الأغلال وطاف بهم في البلاد على وجه التنكيل بهم والإهانة لهم سبعين يوماً، ويطعم كلّ واحد منهم كل يوم رغيفين من شعير. ثمّ أودعهم السجن.

وأوحى الله تعالى إلى شعيا أن يأمر الملك بإرسالهم إلى بلادهم لينذروا قومَهم ما قدْ حلَّ بهم، فلما رجعوا جمع سنحاريب قومه وأخبرهم بما قد كان من أمرهم، فقال لهم السحرة والكهنة: إنا أخبرناك عن شأن ربهم وأنبيائهم فلم تطعنا، وهي أمة لا يستطيعها أحد من ربهم. فكان أمر سنحاريب مما خوفهم الله به. ثمّ مات سنحاريب بعد سبع سنين (٢).

قال ابن إسحاق: ثم لما مات صديقة ملك بني إسرائيل مَرِج أمرُهم، واختلطت أحداثهم، وكثر شرهم، فأوحى الله تعالى إلى شعيا، فقام فيهم فوعظهم وذكّرهم. وأخبرهم عن الله بما هو أهله، وأنذرهم بأسه وعقابه إن خالفوه وكذّبوه. فلما فرغ من مقالته عَدَوا عليه وطلبوه ليقتلوه، فهرب منهم، فمرَّ بشجرة فانفلقت له فدخل فيها، وأدركه الشيطان فأخذ بهدبة ثوبه فأبرزها، فلما رأوا ذلك جاؤوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها ونشروه معها. فإنا لله وإنا إليه راجعون (٣).

ومنهم:

أرميَا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب

وقد قيل: إنه الخضر. رواه الضحّاك عن ابن عباس (٤)، وهو غريب وليس بصحيح (٥).

قال ابن عساكر (٦): جاء في بعض الآثار أنه وقف على دم يحيى بن زكريا وهو يفور بدمشق


(١) لفظ الدعاء عند الطبري في تاريخه (١/ ٥٣٣).
(٢) تاريخ الطبري (١/ ٥٣٢ - ٥٣٥).
(٣) نقل الطبري الخبر عن ابن إسحاق مفصلاً في تاريخه (١/ ٥٣٦ - ٥٣٧).
(٤) ورواه كذلك وهب بن منبه. تاريخ الطبري (١/ ٣٦٦ و ٥٤٧).
(٥) وكذلك قال الطبري. تاريخه (١/ ٣٧٦).
(٦) تاريخه (٨/ ٢٧ - ٢٨).