للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة، فولَّاه بغداد، فأخذ أموالًا كثيرة من اليهود، ثم هرب إلى البطيحة، فأقام بها سنتين، ثم قدم بغداد، فولَّاه بهاء الدولة الوِزارة، وكان شهمًا منصورًا في الحروب، ثم عاقبه بعد ذلك، وقتله في هذه السنة، عن تسعٍ وأربعين سنة.

[ثم دخلت سنة خمس وتسعين وثلاثمئة]

فيها عاد مهذب الدولة إلى البطيحة ولم يمانعه ابن واصل، وتقرَّر عليه في كل سنةٍ لبهاء الدولة خمسين ألف دينار.

وفيها كان غلاء وفناء عظيم ببلاد إفريقية، بحيث تعطلت المخابز والحمامات، وذهب خَلْق كثير من الفناء، وهلك آخرون من شِدَّة الغلاء، فلله الأمر من قَبْلُ ومن بَعْدُ، [وهو المسؤول المأمول أن يحسن العاقبة] (١).

وفيها أصاب الحجيج في الطَّريق عَطَشٌ شديد بحيث هلك كثير منهم.

وكانت الخطبة للمصريين كما تقدَّم.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر (٢): أبو نصر البُخاري، المعروف بالمَلاحِمي، أحد الحُفَّاظ.

قدم بغداد، وحدَّث بها عن محمود بن إسحاق عن البخاري، وروى عن الهيثم بن كُليب وغيره، وحدَّث عنه الدَّارَقُطْني، وكان من أعيان أصحاب الحديث، كانت وفاته ببخارى في شعبان من هذه السنة، وقد جاوز الثَّمانين.

محمد بن أبي إسماعيل (٣) علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم: أبو الحسن العَلَوي، ولد بهَمذان ونشأ ببغداد، وكتب الحديث عن جعفر الخُلْدي وغيره، وسمع بنيسابور من الأصمِّ وغيره، ودرس فقه الشَّافعي على [أبي] (٤) علي بن أبي هريرة، ثم دخل الشَّام فصحب الصُّوفية حتى صار من ساداتهم وكبارهم، وحجَّ مرات على الوحدة، وكانت وفاته في محرم هذه السنة (٥).


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) المنتظم (٧/ ٢٣٠) اللباب (٣/ ٢٧٧) سير أعلام النبلاء (١٧/ ٨٦ - ٨٧) العبر (٣/ ٥٩) شذرات الذهب (٣/ ١٤٥).
(٣) تاريخ بغداد (٣/ ٩٠ - ٩١) المنتظم (٧/ ٢٣٠) اللباب (٣/ ٣٦٨).
(٤) ما بين حاصرتين من المنتظم (٧/ ٢٣٠) وقد سلفت ترجمة أبي علي بن أبي هريرة في وفيات سنة (٣٧٥ هـ).
(٥) ذكر الخطيب تاريخين لوفاته غير هذا التاريخ، سنة (٣٩٣ هـ) وسنة (٣٩٤ هـ)، انظر تاريخ بغداد (٣/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>