للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحب (١) إِربل وحسَّنوا له مخالفة الأشرف، فكتب إِليه الأشرف ينهاه عن ذلك فلم يقبل، فجمع له العساكر ليقاتله.

وفيها: سار أقسيس الملك المسعود (٢) صاحب اليمن ابن الكامل من اليمن إِلى مكة شرفها اللّه تعالى فقاتله حسن بن قتادة ببطن مكة بين الصفا والمروة، فهزمه أقسيس وشرده، واستقل بملك مكة مع اليمن، وجرت أمور فظيعة وتشرد حسن بن قتادة قاتل أبيه وعمه وأخيه في تلك الشعاب والأودية.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الشيخ الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسى (٣) مصنّف "المغني" في الفقه.

عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن قدامة (٤)، الشيخ موفق الدين أبو محمد المقدسي.

إِمام عالم بارع. لم يكن في عصره، بل ولا قبل دهره بمدة أفقه منه، ولد بجَمَّاعيل (٥) في شعبان سنة إِحدى وأربعين وخمسمئة، وقدم مع أهله إِلى دمشق في سنة إِحدى وخمسين، وقرأ القرآن وسمع الحديث الكثير، ورحل مرتين إِلى العراق، إِحداهما في سنة إِحدى وستين مع ابن خالته (٦) الحافظ عبد الغني، والأخرى سنة سبع وستين، وحجَّ في سنة ثلاث وسبعين، وتفقّه ببغداد على مذهب الإمام أحمد، وبرع وأفتى وناظر وتبحَّر في فنونٍ كثيرة، مع زُهْدٍ وعبادةٍ وورعٍ وتواضعٍ وحسن أخلاق وجودٍ وحياءٍ وحسن سمتٍ ونورٍ وبهاءٍ وكثرةِ تلاوةٍ وصلاةٍ وصيام وقيامٍ وطريقةٍ حسنةٍ واتِّباع للسلفِ الصالح، وكانت له أحوالٌ ومكاشفاتٌ.

وقد قال الشافعي رحمه اللّه تعالى: إِن لم يكن العلماء (٧) العاملون أولياء اللّه فلا أعلم للّه وليًا.

وكان يؤمُّ الناس في الصلاة بمحراب (٨) الحنابلة هو والشيخ العماد، (فلما توفي العماد) استقل هو


(١) ط: صاحب. بلا واو.
(٢) ط: الملك مسعود. وقد تقدم تحقيق اسمه، وسترد ترجمته في وفيات سنة ٦٢٦ هـ.
(٣) ترجمة - الموفق المقدسي - في معجم البلدان (٣/ ١٦٠) ومرآة الزمان (٨/ ٤١٣) والتكملة للمنذري (٣/ ١٠٧) وذيل الروضتين (١٣٩) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٦٠١ - ٦١١). وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ١٦٥) والمختصر المحتاج إليه (٢/ ١٣٤ - ١٣٥) والعبر (٥/ ٧٨ - ٨٠) وفوات الوفيات (٢/ ١٥٨ - ١٥٩) وذيل ابن رجب (٢/ ١٣٣ - ١٤٩) وشذرات الذهب (٥/ ١٥٥ - ١٦٣).
(٤) بعدها في ط: بن مقدام بن نصر شيخ الإسلام مصنف المغني في المذهب أبو محمد المقدسي.
(٥) جَمَّاعيل بالفتح، وتشديد الميم، وألف، وعين مهملة مكسورة، وياء ساكنة ولام: قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين. معجم البلدان (٣/ ١٥٩).
(٦) ط: "عمته" ولا يصح، فهو ابن خالته (بشار).
(٧) ط: إِن لم تكن العلماء العاقلون.
(٨) ط: للصلاة في محراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>