للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متوافرون، فقلتُ لهم: في كمْ كُفِّنَ رسولُ اللَّه ؟ قالوا: في ثلاثةِ أثوابٍ ليس فيها قميصٌ ولا قَباءٌ (١) ولا عمامةٌ.

قلت: كمْ أسرَ منكمٌ يومَ بدرٍ؟ قالوا: العَبّاسُ ونَوْفَلٌ وعَقيلٌ.

وقد روى البيهقي (٢) من طريق الزهري، عن عليّ بن الحسين زَيْن العابدين، أنه قال: كُفِّنَ رسول اللَّه في ثلاثةِ أثوابٍ أحدُها بُرْدٌ (٣) حِبَرةٍ.

وقد ساقه الحافظُ ابنُ عساكر من طريقٍ، في صحَّتِها نظرٌ، عن علي بن أبي طالب، قال: كَفَّنْتُ رسول اللَّه في ثوبين سَحُوليَّين وبُرْدٌ حِبَرَةٍ.

وقد قال أبو سعيد بن الأعرابي (٤): حدَّثنا إبراهيم بن الوليد، ثنا محمد بن كثير، ثنا هشام، عن قَتادة، عن سَعيد بن المُسيّب، عن أبي هريرة. قال: كُفِّن رسولُ اللَّه في رَيْطتَيْن وبُرْدٍ نَجْرانيٍّ. وكذا رَواهُ أبو داود الطَّيالسيّ، عن هشام، وعمران القَطان، عن قتادة، عن سعيد، عن أبي هريرة به.

وقد رواه الرَّبيعُ بن سُلَيْمان، عن أسد بن موسى، ثنا نصر بن طَريف، عن قَتادة، ثنا ابن المُسيب، عن أم سَلَمة: أنَّ رسول اللَّه كُفِّن في ثلاثة أثوابٍ أحدُها بُرْدٌ نَجْراني.

وقال البيهقي (٥): وفيما رُوِّينا عن عائشة بيانُ سبب الاشتباه على الناس، وأنّ الحِبرةَ أخِّرتْ عنه. واللَّه أعلم.

ثم روى الحافظ البيهقي، من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرقي، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن الرُّؤاسي، عن حَسَن بن صالحٍ عن هارون بن سعد (٦)، قال: كان عند عليٍّ مِسْكٌ، فأوصى أن يُحَنَّط به، وقال: هو من فَضْل حَنوطِ رسول اللَّه . ورواه (٧) من طريقِ إبراهيم بن موسى، عن حميدٍ، عن حسن، عن هارون، عن أبي وائلٍ، عن علىّ. . . فذكره.

كيفية الصلاة عليه -

وقد تقدم الحديث الذي رواه البيهقيّ من حديث الأشعث بن طَليقٍ، والبزَّار من حديث


(١) "القباء": الثوب الذي يلبس، مشتق من قبا الشيء: إذا جمعه بأصابعه لاجتماع أطرافه، والجمع أقبية (اللسان: قبا).
(٢) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٤٨).
(٣) ط: (برد حمراء) وهي زيادة ليست فى النسخة الأخرى "أ".
(٤) ط: (ابن الأرعبي) تحريف.
(٥) دلائل النبوة (٧/ ٢٤٩).
(٦) أ، ط: (سعيد) تحريف. وانظر تهذيب التهذيب (١١/ ٤).
(٧) دلائل النبوة (٧/ ٢٤٩).