للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّه استُفتيَ في يزيد بن معاوية، فذكر عنه ثلبًا (١) وفسقًا وسوَّع (٢) شتمه. وأما الغزالي (٣) فإنه خالف في ذلك، ومنع من شَتْمه ولَعْنِهِ لأنه مسلم، ولم يثبت أنه رضي بقتل الحسين، ولو ثبت لم يكن ذلك مسوّغًا للعنه، لأن القاتل لا يلعن، ولا سيما وباب التوبة مفتوح ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ [الشورى: ٢٥]. قال: وأما الترحُّم عليه فجائز، بل مستحب، بل نحن نترحم عليه في جملة المؤمنين والمسلمين عمومًا في الصلوات (٤)؛ ذكره ابن خلِّكان مبسوطًا بلفظه في ترجمة إلكيا الهرّاسي هذا.

قال: وإلكيا معناه كبير القدر والمقدّم المعظّم، رحمه اللّه تعالى.

[ثم دخلت سنة خمس وخمسمئة]

* فيها: بعث السلطان غياث الدين محمد جيشًا كثيفًا صحبةَ الأمير مودود بن زنكي (٥) صاحب الموصل، [في جملة أمراء ونواب، منهم] (٦) سكمان (٧) القطبي صاحب تبريز، وأحمديل (٨) صاحب مراغة، والأمير إيلغازي صاحب ماردين، والمُقَدَّم على الجميع الأمير مودود صاحب الموصل، لقتال الفرنج بالشام، فانتزعوا من أيدي الفرنج حصونًا كثيرة، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وللّه الحمد.

ولما دخلوا إلى دمشق دخل الأمير مودود إلى جامع بني أمية ليصلي فيه، فجاءه باطني في زي سائل يطلب (٩) منه شيئًا فأعطاه، فلما اقترب منه ضربه في فؤاده، فمات من ساعته، فلعنة اللّه على هذا الباطني.

وَوُجد رجلٌ أعمى في سطح الجامع ببغداد، ومعه سكِّين مسمومة، فقيل: إنه كان يريد قتل الخليفة.

• وفي هذه السنة ولد للخليفة من بنت السلطان ولد ذَكَر فضربت الدبادب والبوقات، وجلس الوزير بباب الفردوس للهناء (١٠).


(١) في ط: تلاعبًا.
(٢) في آ: وجوّز. ورجحت رواية ط لأن مصدرها سيرد بعد ذلك.
(٣) من وفيات سنة ٥٠٥ في هذا الجزء.
(٤) أقول: قال الحافظ الذهبي في: سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٦): ويزيد ممن لا نسبُّه ولا نحبُّه.
(٥) اللفظة مصحفة في آ. وهو أحد وفيات سنة ٦٥٦ من هذا الجزء.
(٦) عن ط و ب.
(٧) في آ: سمكان، وما أثبت من ط وابن الأثير (٨/ ٢٦٢).
(٨) الاسم مصحف في آ، وما أثبت من ط وابن الأثير (٨/ ٢٦٢).
(٩) في ط: فطلب.
(١٠) من قوله: السلطان … إلى هنا ساقط من آ.

<<  <  ج: ص:  >  >>