للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان المستنجد أسمر طويل اللحية، وهو الثاني والثلاثون (١) من العباسيين، وذلك في الجُمَّل (لام، باء) (٢). ولهذا قال فيه بعض الأدباء: [من البسيط]

أَصْبَحْتَ لُبَّ بَني العباسِ كُلِّهِمِ … إِنْ عُدِّدَتْ بِحِسَابِ الجُمَّلِ الخُلَفا (٣)

وكان أمَّارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المنكر، [] (٤). وقد رأى في المنام رسول الله غير مرة، فكانت (٥) آخرهن قبل أن يلي بأربعة أيام، وهو يقول له: قل اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، دعاء القنوت بتمامة (٦).

وصُلّي عليه يوم الأحد قبل الظهر، ودفن بدار الخلافة، ثم نقل إِلى الترب من الرصافة، رحمه الله تعالي (٧).

خلافة المستضئ (٨)

وهو أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفي، وأمه أرمنية، تدعى: غضة (٩). وكان مولده في شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة. بويع له بالخلافة يوم مات أبوه، وجلس بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر، وبايعه الناس. ولم يَلِ الخلافةَ أحدٌ اسمه الحسن بعد الحسن بن علي غير هذا، ووافقه في


(١) في كل الأصول: والثلاثين. وهو خطأ.
(٢) اللام = ٣٠ والباء = ٢ والمجموع = ٣٢.
(٣) البيت في الروضتين (١/ ١٩٠) والكواكب (١٩٣).
(٤) عن أ وحدها.
(٥) ب: وكانت.
(٦) دعاء قنوت الوتر، رواه أحمد في المسند (١/ ١٩٩) والدارمي (١/ ٣٧٣) وأبو داود رقم (١٤٢٥) والترمذي رقم (٤٦٤) والنسائي (٣/ ٢٤٨) وابن ماجه رقم (١١٧٨) والحاكم في المستدرك (٣/ ١٧٢) والبيهقي في سننه (٢/ ٢٠٩) كلهم من حديث الحسن بن علي قال: علَّمني رسول الله كلمات أقولهن في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، فإِنك تقضي ولا يقضى عليك، وإِنه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت". وهو حديث صحيح قال الترمذي: ولا نعرف عن النبي في القنوت في الوتر شيئًا أحسن من هذا. أقول: وكان يدعو بهذا الدعاء أحيانًا، ولم يكن يداوم عليه، ففيه دليل على أنه غير واجب، بل يستحب أن يدعو به الإنسان أحيانًا، ويتركه أحيانًا. (ع).
(٧) ليست العبارة في أ، وليست تعالى في ب.
(٨) ترجمته في المنتظم (١٠/ ٢٣٢ - ٢٣٣) وابن الأثير (٩/ ١٠٩) ومرآة الزمان (٨/ ٢٥٦) والعبر (٤/ ٢٢٣) والفخري (٢٥٧) وفوات الوفيات (١/ ٣٧٠) ومرآة الجنان (٣/ ٤٠١).
(٩) ب، ط: عصمة وما أثبت من أ وأمهات الخلفاء (٢٦) والمنتظم وفوات الوفيات وابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>