قال أحمد: حدّثنا حُسَيْن بن محمد، حدّثنا ابن عَيَّاش، عن محمد بن المُهاجِر، عن العبَّاس بن سالم اللَّخْميّ، قال: بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سَلّام الْحَبَشيّ، فَحُملَ إليه على البريد ليسأله عن الحوض، فقُدِمَ به عليه، فسأله فقال: سمعتُ ثوبانَ يقول: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: "إنّ حوضي من عَدَنَ إلى عَمّانَ البَلْقَاء، ماؤه أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأكاويبه عدد النجوم، من شرب منه شَرْبةً لم يظمأ بعدها أبدًا، أوَّل الناس ورودًا عليه فُقراءُ المهاجرين" فقال عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه: من هم يا رسول اللَّه؟ قال:"هم الشُّعْثُ رُؤوسًا، الدُّنْسُ ثِيابًا، الذين لا يَنْكِحُون المُتنَعِّماتِ، ولا تُفْتّح لهم أبواب السُّدَدِ". فقال عمر بن عبد العزيز: لقد نَكَحْتُ المُتَنَعِّماتِ، وفُتِحتْ لي أبواب السُّدَد، إلّا أنْ يَرْحَمني اللَّهُ، واللَّه لا أدْهُنُ رَأْسي حتى يشْعثَ، ولا أغْسِلُ ثوبي الذي يَلي جَسَدي حتّى يَتَّسِخَ. ورواه الترمذي في الزُّهد عن محمد بن إسماعيل، عن يحيى بن صالح. وابنُ ماجه فيه، عن محمود بن خالد الدمشقيّ، عن مروان بن محمد الطَّاطريّ، كلاهما عن محمد بن المُهاجِر، عن العبَّاس بن سالم، عن أبي سلّام، به. قال شيخنا المزِّيّ في "أطرافه": ورواه الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، وشيبة بن الأحنف، وغيرهما، عن أبي سلَّام.
وقال أبو بكر بن أبي عاصم: حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صَدَقةُ، حدّثنا زيد بن واقد، حدّثني بُسْر بن عُبَيْد اللَّه، حدّثنا أبو سلّام الأسود، عن ثَوْبان، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "حوضي كما بَيْنَ عَدَن إلى عَمّان، أشَدُّ بيَاضًا من اللبن، وأحْلَى من العسل، وأطيبُ رائحةً من المسك، أكاوِيبُهُ كنُجوم السَّماء، منْ شرب منه شَرْبةً لم يظمأ بعدها أبدًا، وأكثرُ الناسِ عليَّ وَاردةً فقراءُ المهاجرين" قلنا: ومنْ هُم يا رسول اللَّه؟ قال:"الشُّعْثُ رُؤوسًا، الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المُتَنَعِّمات، ولا تُفتح لهم أبواب السُّدد، الذين يُعْطُونَ الذي عليهم، ولا يُعْطَون الذي لهم". وهذه طريق جيِّدة، وللَّه الحمد والمِنّة (١).
[رواية جابر بن سمرة ﵄]
قال أبو يعلى [الموصلي]: حدّثنا أبو هَمَّامٍ، الوليدُ بن شَجاع، [حدّثنا أبي]، حدّثنا زياد بنُ
(١) رواه أحمد في المسند (٥/ ٢٧٥) والترمذي رقم (٢٤٤٤) وابن ماجه (٤٣٠٣) وابن أبي عاصم في السنة رقم (٧٠٦) مع (٧٤٩) والمرفوع منه صحيح.