للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمئة]

فيها [في عاشوراء] (١) عُملت البِدْعة الشَّنْعاء على عادة الرَّوافض، ووقعت فتنةٌ عظيمة ببغداد بين السُّنَة والرَّوافض، وكلا الفريفين قليل عقل [أو عديمه] (٢) بعيد عن السَّداد؛ وذلك أن جماعةً من السنة أركبوا امرأةً جملًا وسموها عائشة، وتسمى بعضهم بطلحة، وبعضهم الزبير، وقالوا: نقاتل أصحابَ علي بن أبي طالب، فقتل [بسبب ذلك] (٣) من الفريقين خَلْقٌ كثير، وعاث العَيَّارون في البلد بالفساد، ونهبت الأموال وقتل الرجال، ثم أُخذ جماعة منهم، فقتلوا وصلبوا، فلذلك سكنت الفتنة (٤).

وفيها أخذ عز الدولة بَخْتِيار [بن معز الدولة] (٥) الموصل، وزوَّج ابنته (٦) من أبي تغلب بن حمدان.

وفيها وقعت الفتنة بالبَصْرة، بين الدَّيالم والأتراك، فقويتِ الديلمُ على التُّرك بسبب أن الملك فيهم، فقتلوا [منهم] (٧) خلقًا كثيرًا، وحبسوا رؤوسهم، ونهبوا كثيرًا من أموالهم، وكتب عز الدولة إلى أهله: إني سأكتب إليكم أني قد مُت، فإذا جاءكم الكتاب، فأظهروا النوح واجلسوا للعزاء، فإذا جاء سبُكْتِكين للتعزية فاقبضوا عليه، فإنه ركن الأتراك ورأسهم. فلما جاء البريد إلى بغداد بذلك أظهروا [النَّوح والصراخ] (٨) وجلسوا للعزاء ففهم سُبُكْتكين أن هذه مكيدة، فلم يقربهم، وتحقق العداوة بينه وبين عز الدولة، وركب من فوره في الأتراك، فحاصروا دار عز الدولة ببغداد يومين، ثم أنزل أهله منها، ونهب ما فيها، وأحدرهم في دِجْلة إلى واسط منفيين، وكان قد عزم على بعث الخليفة المطيع معهم، فتوسل الخليفة إليه، فعفا عنه وأقرَّه بداره، وقويت شوكة سُبُكتكين والأتراك ببغداد، ونهبت


= و "المصابيح"، وغير ذلك.
وقد ذكرته في "الطبقات" بما فيه الكفاية قال ابن خلكان: وإذا قال الإمام الغزالي: قال القاضي، فهو هذا، والله أعلم.
قلت: وليس مكان هذه الترجمة في وفيات هذه السنة، بل صوابها في وفيات سنة (٤٦٢ هـ)، وهي سنة وفاة المترجم.
(١) ما بين حاصرتين من (ط).
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) ما بين حاصرتين من (ط).
(٤) في (ب): فسكنت النفوس.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في (ح): بابن أبي تغلب، وهو وهم، والمثبت من (ب)، وانظر الكامل لابن الأثير (٨/ ٦٣٣ - ٦٣٤).
(٧) ما بين حاصرتين من (ب).
(٨) ما بين حاصرتين من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>