للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به رسولُ اللّه فَفُتَّ، وعصرت أمُّ سُليم عُكَّة فأدمته، ثم قال رسول اللّه فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: "ائذن لعشرةٍ"، فأذنَ لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذنَ لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: "ائذن لعشرة" فأكل القومُ كلُّهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا.

وقد رواه البخاريُّ في مواضع أخر من صحيحه، ومسلم من غير وجه، عن مالك (١).

طريقٌ آخرُ عن أنسِ بن مالك

قال أبو يَعلى: حَدَّثَنَا هُدْبَة بن خالد، حَدَّثَنَا مُباركُ بن فضالة، حَدَّثَنَا بُكير وثابت البُناني، عن أنس؛ أن أبا طلحةَ رأى رسولَ اللّه طاويًا، فجاء إلى أمّ سُليم فقال: إني رأيتُ رسولَ اللّه طاويًا؛ فهل عندك من شيء؟ قلت: ما عندنا إِلَّا نحو من مُدّ دقيق وشعير. قال: فاعجنيه وأصلحيه عسى أن ندعوَ رسولَ اللّه فيأكل عندنا، قال: فعجنته وخبزته، فجاء قرصًا، فقال: يا أنسُ ادعُ رسولَ اللّه، فأتيتُ رسولَ اللّه ومعه أناسٌ. قال مبارك: أحسبه قال: بضعةٌ وثمانون. قال: فقلت: يا رسولَ اللّه أبو طلحة يدعوك، فقال لأصحابه: "أجيبُوا أبا طلحةَ" فجئتُ جَزِعًا، حتى أخبرته أنه قد جاءَ بأصحابه. قال بكر: فعدى قومه وقال ثابت: قال أبو طلحة: رسولُ اللّه أعلمُ بما في بيتي مني. وقالا جميعًا: عن أنس، فاستقبلَه أبو طلحة فقال: يا رسولَ اللّه ما عندنا شيءٌ إِلَّا قرصٌ، رأيتُك طاويًا فأمرتُ أمَّ سُليم فجعلت لك قرصًا، قال: فدعا بالقرص، ودعا بجفنة، فوضعَه فيها، وقال: "هل من سمن؟ " قال أبو طلحة: قد كان في العكّة شيء، قال: فجاء بها، قال: فجعل رسولُ اللّه وأبو طلحة يعصرانها، حتى خرجَ شيء مسح رسول اللّه به سبابته ثم مسح القرص فانتفخ وقال: "باسم اللّه" فانتفخَ القرصُ، فلم يزل يصنعُ كذلك والقرصُ ينتفخُ حتى رأيتُ القرصَ في الجَفنة يميعُ، فقال: "ادعُ عشرةً من أصحابي" فدعوتُ له عشرةً، قال: فوضعَ رسولُ اللّه يدَه وسطَ القرص وقال: "كلوا باسم اللّه" فأكلوا من حَوالي القرص حتى شبعوا، ثم قال: "ادعُ لي عشرة أُخرى" فدعوت له عشرة أخرى، فقال: "كلوا باسم اللّه" فأكلوا من حوالي القرص حتى شبعوا، فلم يزل يدعو عشرة عشرة يأكلون من ذلك القرص حتى أكل منه بضعة وثمانون من حوالي القرص، حتى شبعوا، وإن وسطَ القرص حيثُ وضعَ رسولُ اللّه يدَه كما (٢) هو.

وهذا إسناد حسن على شرط أصحاب السنن، ولم يخرجوه، فاللّه أعلم.


(١) صحيح البخاري (٤٢٢) في الصلاة، و (٥٣٨٦) في الأطعمة و (٦٦٨٨) في النذور، ومسلم (٢٠٤٠) (١٤٢) في الأطعمة.
(٢) لعله في المسند الكبير لأبي يعلى.