للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الجوزي (١): ثم ألزمه بعض الوزراء بالخروج إلى نيسابور، فدرّس بنظاميتها، ثم عاد إلى بلده طوس، فأقام بها، وابتنى بها رباطًا، واتخذ دارًا حسنة، وغرس فيها بستانًا أنيقًا. وأقبل على تلاوة القرآن وحفظ الأحاديث الصحاح.

وكانت وفاته في يوم الاثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، ودفن بطوس رحمه الله تعالى.

وقد كان سأله بعض أصحابه، وهو في السياق (٢)، فقال: أوصني!! فقال: عليك بالإخلاص. ولم يزل يكررها حتى مات، .

[ثم دخلت سنة ست وخمسمئة]

* في جماى الآخرة (٣) جلس ابن الطبري مدرّسًا بالنظامية، وعزل عنها الشاشي (٤).

* وفيها: دخل الشيخ الصالح أحد العُبَّاد يوسف بن أيوب (٥) إلى بغداد، فوعظ الناس، وكان له القبول التام (٦)، وكان فقيهًا (٧) شافعيًا، تفقّه بالشيخ أبي إسحاق الشيرازي (٨)، ثم اشتغل بالعبادة والزهادة، وكانت له أحوال صالحة.

ماراه مرةً رجلٌ (٩) يقال له: ابنُ السَّقّاء في مسألة. فقال له: اسكت، فإني أجد في كلامك رائحة الكفر، ولعلك أن تموت على غير دين الإسلام، فاتفق بعد مدة (١٠) أن خرج ابنُ السَّقَّاء إلى بلاد الروم في حاجة، فتنصّر هنالك (١١). فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، على اللّه توكلنا.


(١) المنتظم (٩/ ١٦٩).
(٢) في المنتظم (٩/ ١٧٠): وسأله قبيل الموت بعض أصحابه: أوصني.
(٣) بعدها في ط: منها.
(٤) هو أبو بكر الشاشي من وفيات سنة ٥٠٧ في هذا الجزء.
(٥) سترد ترجمته في وفيات سنة ٥٣٥ من هذا الجزء.
(٦) في ب: العام.
(٧) ليست اللفظة في ط.
(٨) تقدمت ترجمته مع وفيات سنة ٤٧١.
(٩) في ط: جاراه رجل مرة.
(١٠) في ط: بعد حين.
(١١) في ط: هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>