(٢) انفرد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٢٥ - ٢٢٦) نقلًا عن السُّلَمي وابن مندة أنه توفي (٣١٧ هـ)، وقد وهَمَ من قال: سنة تسع عشرة. والذي في مطبوع "طبقات الصوفية" يوافق ما عندنا، وكذلك كل مصادر ترجمته. (٣) طبقات الصوفية (٢٩٩ - ٣٠١) المنتظم (٦/ ٢٤٠) طبقات الشعراني (١/ ١٣٤ - ١٣٥) وفيه: أبو الحسن محمد بن سعيد؛ وهو تحريف. (٤) المنتظم (٦/ ٢٤٠). (٥) انفردت نسخة (ب) و (ظا) في هذه الترجمة، وهي مخالفة لأسلوب ابن كثير في إيراد تراجمه، ولمنحاه الفكري.
ابن مَسَرَّة المغربي محمد بن عبد اللّه بن مسرة، أبو عبد اللّه، مولى قريش، أحد أفراد زمانه، وبلغاء أهل عصره وأوانه، له المصنفات العديدة، والفوائد في الأصول والفروع والتصوف، وله اليد الطولى في التفسير والحديث والكلام على أحوال القلوب والمعاملات، وقد أطراه ابن عبد الرؤوف؛ أحد أولياء العهد بالأندلس في "طبقاته"، وذكر عنه أعاجيب، قال: وجملة القول فيه أنه عالم الدهر، وحبر العصر، وبديع البشر، ورباني الأمة، وعلم الهدى، وكهف التقى، وبحر العلم، ومعدن الحلم، والسراج المنير، والطور المنيف، ومن جعل القرآن عصمته، والسّنَّة قِبْلتَه، والآخرة همته، والزهد ذخيرته. كان كثير العلم بالأخبار والرواية للآثار، وفيلسوفًا عظيمًا، طبيبًا حكيمًا، منطقيًا جدليًا، منجمًا فلكيًا، شاعرًا مفلقًا، خطيبًا مطبقًا. ثم أطنب فيما ذكره إلى أن قال: وقد أولع به قوم غيره جهلة من أهل مصرنا وعصرنا، فيقولون ويسبون، وينسبون إليه ما لا يعلمون. إلى أن قال: وصاحب أين كان هو الجماعة والإجماع. وذكره محمد بن الحارث بن أسد القيرواني الفقيه، أحد أهل الشّورى بقرطبة في "تاريخ الأندلس"، فقال: الناس فيه فرقتان: فرقة تبلغ به مبلغ الإمامة في العلم والزهد، لما ظهر من براعته في العلم، وصدقه في الزهد. وفرقة =