للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه قال: "على أنقاب المدينة ملائكةٌ لا يدخلُها الطاعُون، ولا الدجال" (١).

وقال البخاريّ: حدثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه، حدثني إبراهيمُ بن سعد، عن أبيه [عن جده] عن أبي بكرة، عن النبيّ قال: "لا يدخلُ المدينةَ رُعْبُ المسيح الدجّال، لها يومئذ سَبْعَةُ أبواب، على كلّ بابٍ مَلَكان" (٢). وقد روى هذا جماعةٌ من الصحابة، منهم: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وسلمةُ بنُ الأكْوَع، ومِحْجَنُ بن الأدْرَع، كما تقدم.

وقال الترمذيّ: حدّثنا عَبْدَةُ بنُ عبد اللَّه الخُزَاعِيّ، حدثنا يزيدُ بنُ هارون، حدثنا شُعْبَةُ، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه : "يأتي الدجّالُ المدينةَ، فيجدُ الملائكةَ يَحْرُسُونَها، فلا يدخلُها الطاعون، ولا الدجّال إن شاء اللَّه تعالى". وأخرجه البخاريّ عن يحيى بن موسى، وإسحاق بن أبي عيسى، عن يزيد بن هارون به، ثم قال الترمذيّ: هذا حديث صحيح. وفي الباب عن أبي هريرة، وفاطمةَ بنتِ قيس، ومِحْجَن، وأسامةَ، وسَمُرةَ بن جُنْدُبٍ، أجمعين (٣). وقد ثبت في "الصحيح" أنّه لا يدخُل مَكّةَ ولا المدينة، تمنعه الملائكة لشرف هاتين البُقْعَتيْن، فهما حَرَمانِ آمنانِ، وإنما إذا نزل عند سبخَةِ المَدينة تَرْجُف بأهلها ثَلاثَ رَجَفَاتٍ، إمَّا حِسًّا وإما معنًى، على القولين، فيخرج إليه كلُّ منافق ومنافقة (٤)، فيومئذ تنفي المدينةُ خَبَثَها وَينْصَعُ طِيبُها، كما تقدّم.

ملخص سيرة الدَّجَّال لعنه اللَّه تعالى

هو رجل من بني آدم، خلقه اللَّه تعالى ليكون مِحْنَةً واختبارًا للناس، في آخر الزمان، فيُضّل به كثيرًا، ويهدي به كثيرًا، وما يضِلُّ به إلَّا الفاسقين.

وقد روى الحافظ أحمدُ بن علي الأبّار، في "تاريخه"، من طريق مُجَالِد، عن الشعبي: أنّه قال: كُنْيَةُ الدجّال أبو يُوسف.

وقد رُوي عن عمر بن الخطّاب، وأبي ذَرّ، وجابر بن عبد اللَّه، وغيرهم من الصحابة، كما تقدّم: أنّه: ابنُ صيّاد.

وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدّثنا حَمّاد بنُ سلَمة، عن عليّ بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكْرة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه : "يمكثُ أَبوا الدجّال ثلاثينَ عامًا لا يولَدُ لهما، ثم


(١) رواه البخاري (١٨٨٠) ومسلم رقم (١٣٧٩).
(٢) رواه البخاري (١٨٧٩).
(٣) رواه الترمذي رقم (٢٢٤٢) والبخاري (٧١٣٤).
(٤) رواه أحمد (٣/ ١٩١) والبخاري (١٨٨١) ومسلم (٢٩٤٣) من حديث أنس، وأحمد (٣/ ١٩٢) من حديث جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>