للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصّة داود وَمَا كان في أيامه وذكر فضائِله (١) وَشمائِله وَدَلائل نبوّته وأعلامه

هو داود بن إيشا بن عويد بن باغز (٢) بن سلمون بن نحشون بن عميناداب (٣) بن إرم بن حضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس.

قال محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّه: كان داود قصيرًا، أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب نقيه (٤).

تقدم أنه لما قتل جالوت، وكان قتله له، فيما ذكر ابن عساكر (٥)، عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصُّفَّر (٦) فأحبته بنو إسرائيل، ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم، فكان من أمر طالوت ما كان، وصار الملك إلى داود ، وجمع الله له بين الملك والنبوة، بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط، والنبوة في آخر، فاجتمع في داود هذا وهذا كما قال تعالى: ﴿وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ أي: لولا إقامة الملوك حكَّامًا على الناس لأكل قويُّ الناسِ ضعيفَهم. ولهذا جاء في بعض الآثار: السلطان ظلّ الله في أرضه (٧). وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

وقد ذكر ابن جرير في "تاريخه" أن جالوت لما بارز طالوت فقال له: اخرج إلي وأخرج إليك، فندب طالوت الناس فانتدب داود فقَتل جالوت. قال وهب بن مُنبّه: فمال الناس إلى داود حتى لم يكن لطالوت ذكر، وخلعوا طالوت، وولوا عليهم داود (٨).


(١) في ط: ثم فضائله.
(٢) في أ و ط: عابر. وفي بعض النسخ: عامر وأثبتنا ما في ب، والطبري (١/ ٤٧٦). وسيأتي كذلك في نسب سليمان .
(٣) في م: عويناداب. وفي بعض النسخ: عوينادب بن إرم بن حصرون. وأثبتنا ما في ب، والطبري، وسيأتي كذلك في نسب سليمان.
(٤) في ط: ونقيه. مختصر ابن منظور (٨/ ١٠٥) وتاريخ الطبري (١/ ٤٧٦).
(٥) مختصر ابن منظور (٨/ ١٠٥).
(٦) مرج الصفَّر: موضع إلى الجنوب من دمشق بينها وبين الجولان. معجم البلدان (الصفر - مرج الصفر).
(٧) كنز العمال (١٤٥٨٠ - ١٤٥٨٥) والحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٧٣٧٣) وإسناده ضعيف في المرفوع.
(٨) تاريخ الطبري (١/ ٤٧٨).