للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية، فانطلق به إلى سعد بن مالك الزُّهْري، فقال له: يا أبا إسحاق، هل تذكر يوم حَدَّثَنَا رسول الله عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون؟ الإسرائيلي الذي أفشى عليه أم الفرعوني؟ قال: إنما أفشى عليه الفرعوني بما سمع الإسرائيلي الذي شهد ذلك وحضره.

هكذا ساق هذا الحديث الإمام النسائي. وأخرجه ابن جرير (١) وابن أبي حاتم في "تفسيريهما"من حديث يزيد بن هارون. والأشبه - واللّه أعلم - أنه موقوف، وكونه مرفوعًا فيه نظر، وغالبه متلقى من الإسرائيليات، وفيه شيء يسير مصرّح برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظرٌ ونكارةٌ، والأغلب أنه كلام كعبِ الأحبار.

وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المِزِّي يقول ذلك. والله أعلم.

* * *

ذكر بناء قبّة الزمان

قال أهل الكتاب (٢): وقد أمر اللّه موسى بعمل قبّة من خشب الشمشار (٣)، وجلود الأنعام، وشعر الأغنام، وأمر بزينتها بالحرير المصبغ والذهب والفضّة على كيفيات مفصلة عند أهل الكتاب ولها عشر سُرادقات؛ طول كلِّ واحدٍ ثمانية وعشرون ذراعًا، وعرضه أربعة أذرعٍ، ولها أربعةُ أبواب وأطنابٌ من حريرٍ، ودمقس مصبغ، وفيها دفوف وصفائح من ذهب وفضّة، وفي كلِّ زاوية بابان، وأبوابٌ أُخر كبيرةٌ، وستورٌ من حريرٍ مصبغ وغير ذلك مما يطول ذِكره.

وبعمل تابوتٍ (٤) من خشب الشمشار، يكون طولُه ذراعين ونصفًا وعرضه ذراعين وارتفاعُه ذراعًا ونصفًا، ويكون مضبَّبًا (٥) بذهبٍ خالصٍ من داخله وخارجه وله أربع حَلَقٍ في أربع زواياه، ويكون على حافتيه كروبيان (٦) من ذهبٍ، يعنون صفة ملكين بأجنحة وهما متقابلان، صنعه رجل اسمه بصليال.

وأمره أن يعمل مائدةً من خشب الشمشار طولها ذراعان وعرضها ذراع ونصف لها ضِبَاب ذهب


(١) رواه النسائي في السنن الكبرى (١١٣٢٦) وابن جرير (١٦/ ١٦٤) وفي إمناده ضعف.
(٢) العهد القديم: سفر الخروج، الإصحاح السادس والعشرون.
(٣) في المصدر السابق: شجر السنط. وهو نوع من الشجر يكثر في مصر. القاموس المحيط.
(٤) سفر الخروج، الإصحاح الخامس والعشرون.
(٥) ضبَّبَ الخشب: ألبسه الحديد أو الذهب أو نحوهما.
(٦) الكروبيون: الملائكة المقربون.