للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشُعيب بن أبي حمزة.

وعيسى بن علي بن عبد اللَّه بن عباس عمُّ السفَّاح، وإليه يُنسب قصرُ عيسى ونهرُ عيسى ببغداد. قال يحيى بن مَعين: كان له مذهبٌ جميل، وكان معتزلًا للسُّلطان، توفي في هذه السنة عن ثمانٍ وسبعين سنة.

وهمَّام بن يحيى.

ويحيى بن أيوب المصري.

وعُبيدة بنت أبي كلاب العابدة، بكَتْ من خشيةِ اللَّه أربعين سنة حتى عَميَتْ. وكانت تقول: أشتهي الموت، فإني أخشى أن أجْنيَ على نفسي جنايةً تكونُ سببَ هلاكي يومَ القيامة.

[ثم دخلت سنة أربع وستين ومئة]

فيها غزا عبدُ الكبير بن عبدِ الحميد بن زَيْد بن الخطَّاب بلادَ الرُّوم؛ فأقبل إليه ميخائيل البِطْريق في نحوِ تسعين ألفًا، فيهم طازاذ الأرمني البِطْريق، ففشِلَ عنه عبدُ الكبير، ومنَعَ المسلمين من القتال، وانصرف راجعًا. فأراد المهديُّ ضَرْبَ عُنقِه، فكُلِّمَ فيه، فحَبَسهُ في الْمُطْبِق.

وفي يوم الأربعاء في أواخر ذي القَعْدَة أسَّسَ المهديُّ قصرًا من لَبِن بِعِيسَاباذ (١)، ثم عزَمَ على الذهابِ إلى الحجّ، فأصابَهُ حُمَّى، فرجع من أثناءَ الطريق، فعَطِشَ الناسُ في الرَّجْعَة، حتى كاد بعضُهم يَهْلِك، فغضب المهديُّ على يقطين صاحبِ المصانع، وبعث من حيثُ رَجَعَ المهلَّبُ بن صالح بن أبي جعفر لِيَحُجَّ بالناس؛ فحج بهم عامَئِذٍ.

[وفيها توفي]

شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي.

وعبدُ العزيز بن أبي سَلَمة الماجشُون.

ومُبارك بن فَضَالة صاحبُ الحسن البصري.


(١) عِيسَابَاذ: "باذ" في هذا الاسم مما تستعمله الفرس، ومعنى "باذ" العِمَارة، فكأنَّ معناهُ عمارة عيسى، ويُسمُّونَ العامر أباذان، هذه مَحَلَّةٌ كانت بشرقيِّ بغداد منسوبةً إلى عيسى بن المهدي، وأمهِ وأمِّ الرشيد، والهادي الخيزران هو أخوهما له، وبها ماتَ موسى بنُ المهدي بن الهادي، وبنى بها المهديُّ قصرَهُ الذي سمَّاه قصر السلام، فبلغتِ النفقةُ عليه خمسين ألف ألف درهم. معجم البلدان (٤/ ١٧٢، ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>