للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم من سلالة طاهر بن الحسين، وتكش جدهم هو الذي أزال دولة السلجوقية. كانت التتار [قد] قهروا أباه حتى شردوه في البلاد فمات في بعض جزائر البحر، ثم ساقوا وراء جلال الدين هذا حتى مَزَّقوا عساكره شَذَرَ مَذَرَ وتفرّقوا عنه أيدي سَبَأ، وانفرد هو وَحْدَه فلقيه فلاح من قريةٍ بأرض مَيَّافارقين فأنكره لما عليه من الجواهر والذهب، وعلى فرسه، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا ملك الخوارزمية - وكانوا قد قتلوا للفلاح أخا - فأنزله وأظهر إِكرامه، فلما نام قتله بفأس كانت عنده، وأخذ ما عليه، فبلغ الخبر إِلى شهاب الدين غازي (١) بن العادل صاحب ميافارقين فاستدعى بالفلاح فأخذ ما كان عليه من الجواهر [والحلي]، وأخذ الفرس أيضًا، وكان [الملك] الأشرف يقول هو سدُّ ما بيننا وبين التتار، كما أن السدَّ بيننا وبين يأجوج ومأجوج.

[ثم دخلت سنة تسع وعشرين وستمئة]

فيها: عُزل القاضيان بدمشق: شمس الدين بن الخُوَيي (٢) وشمس الدين بن سَنِي الدولة (٣)، وولي قضاء القضاة عماد (٤) الدين ابن الحَرستاني، ثم عُزل في سنة إِحدى وثلاثين وأُعيد شمس الدين بن سَنيّ الدولة كما سيأتي.

وفي (٥) سابع عشر شوالها عَزل الخليفةُ المستنصرُ وزيرَه مؤيد الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم القُمّي (٦)، وقُبض عليه وعلى أخيه حسن وابنه فخر الدين أحمد بن محمد القُمّي وأصحابهم وحُبسوا، واستوزر الخليفة مكانه أستاذ الدار شمس الدين أبا الأزهر، أحمد بن محمد بن الناقد (٧)، وخَلَعَ عليه خلعةً سنيةً وفرح الناس بذلك.

وفيها (٨) أقبلت طائفةٌ من التتار فوصلوا إِلى شهرزور فندب الخليفة صاحب إِربل مُظَفّر الدين كوْكُبري (٩) بن زين الدين، وأضاف إِليه عساكر من عنده، فساروا نحوهم فهربت منهم التتار وأقاموا في


(١) سترد ترجمة غازي بن العادل في وفيات سنة ٦٤٥ هـ.
(٢) سترد ترجمة الخوي في وفيات سنة ٦٣٥ هـ.
(٣) سترد ترجمة ابن سني الدولة في وفيات سنة ٦٦٢ هـ.
(٤) أ، ب: بعماد الدين.
(٥) ط: وفيها.
(٦) للقاضي مؤيد الدين القمي ترجمة في سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٤٦).
(٧) سترد ترجمة ابن الناقد في وفيات سنة ٦٤٢ هـ.
(٨) أ، ب: وقد، وط: وفيه. وما هنا للسياق.
(٩) سترد ترجمة كوبري في وفيات منة ٦٣٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>